قال الحسن البصري -رحمه الله- ( لا يغرنك قول " يحشر المرء مع من أحب" فان اليهود والنصارى يحبون أنبيائهم وليسوا معهم ، ولكن اعمل بعملهم تحشر معهم )

مواضيع المدونة

الخميس، 21 فبراير 2013

ينابيع التقوى فيما جمع للنساء من فتوى




•––๑||( ينـابيع التقـوى فيمـا جمـع للنســـــاء مـن فتـوى)||๑––•




إنّ الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

( يَا أَيها الذين آمَنُوا اتقُوا اللهَ حَق تُقَاته ولا تموتن إلا وأنتم مُسلمُون )

( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً )

( يَا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قَولاً سَديداً يُصلح لَكُم أَعمالكم وَيَغفر لَكُم ذُنُوبَكُم وَمَن يُطع الله وَرَسُولَهُ فَقَد فَازَ فَوزاً عَظيماً )


أما بعد:

فقد منّ الله – تعالى – علينا بإنهاء مشروعنا الأول ألا وهو:


برنامج ينابيع التقوى فيما جمع للنساء من فتوى:



وهو عبارة عن جمع منوع لفتاوى النساء، جمعناها بعناية من المواقع والكتب، وقمنا بتفريغ بعض الفتاوى الصوتية.

والفتاوى جميعها لعلمائنا ومشايخنا السلفيين، وثقناها وعزوناها لمصادرها ومفتيها؛ ليسهل الرجوع لموضع الفتاوى في مصادرها الأصلية، وليطمئن المتلقي ويعرف ممن صدرت الفتوى المطلوبة.

والهدف من وراء هذا العمل جمع أكثر عدد ممكن من فتاوى النساء في مكان واحد ليسهل على المرأة الوصول لمبتغاها دون أي تعب وعناء في البحث، والسبب الأخر إيصال العلم الصحيح الموثوق للنساء، وتعريفهن بالعلماء والمشايخ الثقات؛ ليعرفن ممن يأخذن دينهن، بعد أن تصدر كل من هي ودب للفتيا وتدريس العلم الشرعي.




أقسام الفتاوى:

1. فتاوى العقيدة والمنهج.
2. فتاوى الاحتفالات والمواسم البدعية.
3. فتاوى السحر والمس والعين.
4. فتاوى الطهارة.
5. فتاوى الصلاة.
6. فتاوى القبور والجنائز.
7. فتاوى الزكاة.
8. فتاوى الصوم.
9. فتاوى الحج والعمرة.
10. فتاوى النكاح.
11. فتاوى الطلاق.
12. فتاوى العدة والإحداد.
13. فتاوى الحضانة والنفقات.
14. فتاوى الميراث والهبات.
15. فتاوى الرضاع.
16. فتاوى الجنايات والحدود.
17. فتاوى المعاملات.
18. فتاوى اللباس والزينة.
19. فتاوى الطب والتداوي.
20. فتاوى المرأة العاملة والطالبات.
21. فتاوى طلب العلم والدعوة.
22. فتاوى الإنترنت.
23. فتاوى الصغيرات.
24. فتاوى متنوعة.



للتحميل :



أو من المرفقات


فضلاً:

نرجو منكم التعاون معنا في نشر البرنامج في المواقع والمنتديات وغيرها لتعم الفائدة.

نسأل الله أن يجعل عملنا هذا خالصاً لوجه سبحانه، وأن ينفع به المسلمين والمسلمات في أرجاء البلاد..





الملفات المرفقة الملفات المرفقة

الجمعة، 15 فبراير 2013

أمور لا يطيع فيها الزوج زوجته

قال الشيخ محمد بن هادي حفظه الله معلقًا على قول ابن بطة رحمه الله الذي ذكره في معرض ذكر المنهيات الشرعية "وَأَنْ يُطِيعَ عِرْسَهُ":
يعني: لا ينبغي لهُ أنْ يُطيعَ زوجتهُ، فعِرْسَهُ هنا: بكسر العين، وإسكان الرَّاء، وفتح السِّين، هي الزَّوجة. 
ويقول رحمه الله "في الخروج إلى العُرُسَات"
بضمِّ العين والرَّاء، وفتح السِّين.
"والنِّيَاحَاتِ والعُرسات"
جمع عُرْس، والعُرس هو طعام الوليمة، ويقالُ: أعراس، والسَّبب في المنع للنِّساء من الحضور إليها؛ هو ما يكون فيها من كثيرٍ من المنكرات التي تقع وتحدث، فيكونُ حينئذٍ سائقًا لأهله إلى المُنكرات، وهو مأمورٌ بحفظهم وصيانتهم وتجنيبهم المنكرات. 

وقوله -رحمه الله-: "والنِّيَاحَاتِ" مأخوذٌ من النَّوح، والنَّوح هو رفع الصَّوت بالبكاء على الميِّت، كما كان النِّساء في الجاهلية يجتمعنَ ويصحنَ ويبكينَ، ويحثينَ على رؤوسهنَّ التُّراب حزنًا على الميّت؛ هذا هو النَّوح، رفع الصَّوت بالبكاء على الميِّت، وهو من عادات الجاهلية، فهذا لا يجوز، ولا ينبغي للإنسان أن يترك أهله، عِرْسَهُ، زوجته، تذهب إلى أماكن النّياحات هذه، وهذا باقٍ في أمَّة النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقد أخبر عنه -عليه الصَّلاة والسَّلام- حيث قال: ((أَرْبَعٌ فِي أُمَّتِي مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ لَا يَتْرُكُونَهُنَّ))، وذكر منها النِّياحة، [خرّجهُ مسلمٌ في "صحيحه"]، فالنِّياحة أمرٌ منكرٌ من أمر الجاهلية؛ والنبي - عليه الصَّلاة والسَّلام - قد أخبر عن أمر النَّائحة: أنها تأتي يوم القيامة إذا لم تتب وعليها سربالٌ من جرب؛ -نعوذ بالله من ذلك-، هذا يدلُّ على عظيم فعلهنَّ، ونكارته وشناعته، فلا يجوز للإنسان أن يلقي بأهله إلى هذه الأماكن الَّتي فيها عادات الجاهلية، وسيأتي الكلام عليها منفردةً، النِّياحة بالذَّات؛ عندكم، سيذكرها المصنّف -رحمه الله- مفردة في صفحة: (356)، فقرة: (440).
وقال:"وَالْحَمَّامَاتِ":
يعني: كذلك ولا يجوز له أن يترك أهله يذهبنَّ إلى الحمّامات. 
والحمّامات: هي الأماكن المخصصّة للاستحمام والتّنظّف، وليس المقصود بها محلات قضاء الحاجة، كما هو في عُرف النّاس اليوم الغالب، وإلَّا فالحمّامات المُراد بها: يعني: قريب من الحمَّامات البُخاريّة الآن، تُجعل في المواقع، وقديمًا كانت هذه في بلاد الشَّام، وفي ما جاورها؛ لأنَّها بلادٌ باردةٌ، والنَّاس يحتاجون إلى التَّنظُّف، وفي فصل الشِّتاء يشتدّ عليهم هذا، فيذهبون إلى الحمَّامات هذه المخصَّصة للتَّنظُّف؛ فإنهم يجدون بها الرَّاحة، ويتنظَّفون بأقل كلفة مما لو عانوه هم، فالنبي صلى الله عليه وسلم أيضًا قد نهى عن هذا، فقد جاء في حديث جابرٍ رضي الله عنه كما ذكره عندكم المحشّي، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلَا يُدْخِلْ حَلِيلَتَهُ الْحَمَّامَ)). رواه أحمد، والنَّسائي، والتِّرمذيُّ وحسَّنه، والحاكم وصحَّحه على شرط مسلمٍ، ووافقه الذَّهبي، وأيضًا جاء عن أبي المَليح الهُذليّ -رحمه الله-: أن نساءً من أهل حمص، أو من أهل الشَّام دخلن على عائشة -رضي الله عنها-، فقالت لهن: " أنتنَّ اللائي يدخلنَ نساؤكنَّ الحمامات؟ سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: ((مَا مِنْ امْرَأَةٍ تَضَعُ ثِيَابَهَا فِي غَيْرِ بَيْتِ زَوْجِهَا؛ إِلَّا هَتَكَتْ السِّتْرَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ رَبِّهَا)) خرّجه الإمام أحمد، وأبو داود، والتِّرمذيُّ، والحاكم وصحَّحه.
فالشَّاهد: أنَّ نساء المُسلمين ينبغي لهنَّ أنْ يتحصَّنَّ، وينبغي لهنَّ أنْ يتركنَ الذَّهاب إلى مثل هذه الأماكن؛ لأنَّ هذه الأماكن مفتوحةً عامَّةً، فقد يسرق النَّظر إليها رجلٌ وهي لا تراه؛ فينبغي للمرأة المؤمنة أنْ تصون نفسها عن الذَّهاب إلى مثل هذه الأماكن، والرِّجال كذلك إذا كان فيها كشف العورة، وللأسف الآن النَّاس لا يُبالي كثيرٌ منهم بهذا، وهذه الأحاديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- كما سمعتم.
وقوله رحمه الله "وَأَنْ يُطِيعَهَا فِي هَوَاهَا":
يعني: لا يجوز للرَّجل أنْ يطيع عِرْسه، زوجته في هواها.
ذلك لأنَّ الهوى مُردِي؛ سمِّيَ الهوى هوى: لأنَّهُ يهوي بصاحبه في النَّار -والعياذُ بالله-، والمُراد ما تشتهيه، قال -جلَّ وعلا- مادحًا عباده المؤمنين: ﴿وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَىٰ * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَىٰ﴾ ﴿النازعات: 40، 41﴾، وأخبر عن عكسهم: ﴿فَأَمَّا مَن طَغَىٰ * وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَىٰ﴾ ﴿النازعات: 37، 39﴾، فينبغي لهُ أنْ يأخذ بحقِّ القِوامة لا يكون ضعيفًا، كلَّما طلبت المرأة أعطاها؛ ينبغي لهُ أنْ يقوم بهذا عملًا بقوله -جل وعلا-: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا﴾ ﴿التحريم:  6﴾،  فهذا هو محل القِوامة، يقوم على الزَّوجة بأمر الله وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم، أما يترك الحبل لها على الغارب في كل باب هذا لا يصح، هذا يُذهب هيبته، فلا بدَّ أنْ ينظر فيما تطلب، فإنْ كان مباحًا أعطاها، وإنْ كان مشروعًا فهو أعلى، أعطاها من باب أولى، كأن تطلب الذهاب إلى المسجد ولا فتنة عليها، هذا حقٌّ لها لا تمنعها، وإن كان بيتها أفضل، طلبت مباحًا من النَّفقة والكسوة، حقٌّ لها، لا تكلّفك فوق طاقتك وأنت لا تُقتِّر عليها حقٌّ لها، أما في كل ما تهوى صوابٌ وخطأ؛ هذا لا يجوز. 
قال ابن بطة رحمه الله بعد ذلك: "وَمَنْ أَطَاعَ امْرَأَتَهُ فِي كُلِّ مَا تُرِيدُ أَكَبَّتْهُ عَلَى وَجْهِهِ فِي النَّارِ"
أحسنَ إذْ لَمْ ينسبهُ إلى النبي صلى الله عليه وسلم، هذا أصلهُ حديثٌ منسوبٌ إلى النبي صلى الله عليه وسلم عن عليٍّ رضي الله عنه ، هو حديثٌ موضوعٌ خرَّجه الدَّيلميُّ في "مسند الفردوس"، وقد أحسنَ المصنِّف إذْ لَمْ ينسبهُ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم،  وإنَّما جعلهُ هكذا، وجاء أيضًا في معناه أيضًا حديثٌ آخرٌ موضوعٌ عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال النبي  صلى الله عليه وسلم ((طاعة النِّساء ندامة))، هذا موضوعٌ أيضًا؛ ذكره ابن الجوزيُّ في "الموضوعات"، حديثٌ موضوعٌ، إذْ طاعة النِّساء ليست في كل الأحوال ندامة، لكن! لا شكَّ أنَّ توليَّتها كل ما تريد هذا هلاكٌ لها ولوليّها؛ فقد جاء في "مسند الإمام أحمد" عن أبي بكرة -رضي الله عنه-، أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم-  لما أُخْبِرَ أنَّ العدوَّ قد ولَّوا أمرهم امرأةً قال -عليه الصَّلاة والسَّلام-: ((الْآنَ هَلَكَتِ الرِّجَالُ إِذَا أَطَاعَتِ النِّسَاءَ، هَلَكَتِ الرِّجَالُ إِذَا أَطَاعَتِ النِّسَاءَ، هَلَكَتِ الرِّجَالُ إِذَا أَطَاعَتِ النِّسَاءَ)). ثلاثًا، فلا شكَّ طاعة النِّساء، وتوليَّتها كلَّ شيءٍ في أمرِها وأمر بيتها هذا هلاكٌ؛ لأنَّ المرأة ضعيفةٌ، وقوامتها قاصرةٌ، ونظرها يعتريه القصور؛ وذلك لأنها لا تخالط الناس في الخارج، فهي لا تدري عن أمور الحياة، ولا تعرف كيد الكائدين، ولا مكر الماكرين ولا غدر الغادرين، هذا إنما يعرفه الرِّجال، فإذا ترك الرَّجل لامرأته الحبل على الغارب هلكت وأهلكته؛ ينالهُ بسبب تركِهِ إيَّاها من المعرَّة ما يناله، فينبغي لهُ أنْ يأخذ على يديها وأنْ تكون القِوامة بيده هو، كما قال -جلَّ وعلا-: ﴿الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّـهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ﴾ ﴿النساء: 34﴾، وأنا قد قلتُ غير مرَّةٍ أنَّ النِّساء اليوم قد أطاعوا دعوات الفاجرين الماكرين الغادرين بهنَّ؛ وأصبحوا لا يرون للرِّجال فضلًا إلَّا بما أنفقوا، قال: خلاص، هي الآن ما تُنفق عليها موظّفة، ولها راتب ما تُنفق عليها، خلاص ما عاد لك عليها فضيلة؛ طيِّب، أين أوَّل الآية؟ ﴿الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ﴾ بإيش؟ أوَّل سبب: ﴿بِمَا فَضَّلَ اللَّـهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ﴾ ﴿النساء: 34﴾، فجنس الرِّجال أفضل من جنس النساء ولا ينفي هذا أنْ يوجد أنَّ بعض النِّساء آحاد النِّساء أفضل أحيانًا من آحادٍ من الرِّجال، لكن! جنس الرِّجال أفضل، ﴿بِمَا فَضَّلَ اللَّـهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ﴾ ﴿النساء: 34﴾، هذا سببٌ ثانٍ، السَّبب الأصل فهو التَّفضيل الأصلي، التَّفضيل الأصلي هو فضل الرَّجل على المرأة، لا شكَّ في ذلك، ولا ريب، فإنَّ الله - سبحانه وتعالى- قد خلق المرأة من الرَّجل فهو أصل وجودها، كما قال - سبحانه وتعالى-: ﴿وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا﴾ ﴿النِّساء: 1﴾، ﴿يأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاء﴾الآية ﴿النساء: 1﴾، فالنَّفس الواحدة: هي آدم، فالمرأة خُلقت من الذكر، فهو أصلها، فهو أفضل، ثمَّ بعد ذلك: ﴿وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ﴾، لأنَّ الأصل أنَّ النَّفقة من الرَّجل على المرأة، ولو كانت غنيةً، ولو كانت لها أموال قارون، فإنَّ الشَّرع لم يهضمها حقَّها، أوجب النَّفقة عى الزَّوج: ﴿لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا ﴾ ﴿الطلاق : 7﴾، فأمر بالنَّفقة على الرَّجل في قدر استطاعته.
وقال رحمه الله"وَأَنْ يُطِيعَهَا فِي عُقُوقِ وَالِدَيْهِ"
هذا لا يجوز، من المنكرات، وهو من الجفاء أن يطيع الرَّجل زوجه ويعصي أمه، ويعصي أباه ويطيع صديقه، كما أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم-  هذا هلاكٌ، هذا عقوقٌ، يعقّ الوالدين ويطيع الزَّوجة على أمِّه، والصَّاحب على أبيه، هذا لا يجوز، فالوالدة والوالد مقدَّمان في حقِّهما، والزَّوجة لها حقّها، فإذا أمرت بعقوقه لوالديه لم يجز له ذلك، لأنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: ((لا طَاعَةَ لِمَخْلُوقٍ فِي مَعْصِيَةِ الْخَالِق)). وهذه أمرته بمعصيه فلا يجوز، كذلك قطع الرَّحم من الكبائر؛ لا يجوز، فإنَّ الله - سبحانه وتعالى- قد لعن فاعله: ﴿فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّـهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَىٰ أَبْصَارَهُمْ﴾ ﴿محمد : 22-23﴾
وقال رحمه الله"وَمُوَاسَاةِ أَخِيهِ فِي اللَّهِ" :
نزلت بأخيك ضائقة من المال واحتاج إليك، فمنعتك الزَّوجة لا يجوز لك  أن تطيعها؛ ((الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا)). فهُنا يجب عليك أن تواسيه إذا نزلت به الحاجة، ولا تطع الزوجة، فإنَّ الزَّوجة هنا تأمر بغير طاعة الله -تبارك وتعالى-، والولد مجبنةٌ مبخلةٌ، يحمل الوالد على أنْ يجبن فلا يقاتل، ويدع الجهاد في سبيل الله، ويحمل الوالد على أنْ يبخل، فلا يُنفق في سبيل الله، ومواساة الإخوان وقضاء حوائجهم من مكارم الأخلاق، ومن محاسن المروءات، وقد كُتبت في ذلك الكتُب المستقلة مثل: "قضاء الحوائج" لأبي الغنائم النَّرسي، جزءٌ مستقلٌ في هذا، وكُتب في ذلك في كتب الحديث عامَّةً.
وأما قوله:"خَالفُوهُنَّ تَرشُدُوا ويُبَارَك لَكُم" هذا حديث أصله ضعيفٌ جدًّا، هذا أصله حديثٌ ضعيفٌ جدًّا، وقد أورده السَّخاويُّ في "المقاصد الحسنة" وعزاهُ إلى الدَّيلميّ في "مسند الفردوس" وإلى ابن لالٍ في "جزئه" وهو حديثٌ ضعيفٌ جدًّا، فلا أصل لمثل هذا يصح في قول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وقد أحسن المصنِّف إذْ لَمْ ينسبهُ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلّم، وجاء عن عمر هذا رضي الله عنه.
 
جزء من الدرس التاسع من شرح الإبانة الصغرى – الشيخ محمد بن هادي المدخلي -حفظه الله تعالى-.
 

الجمعة، 8 فبراير 2013

على مثلِ هذا فلْتحْرصِ النِّساءُ!...
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، والصّلاةُ والسّلامُ على خاتمِ الأنبياءِ والمرسلين، أمّا بعدُ:
أختي المسلمةُ!
دونكِ صفاتٍ حميدةً، ومناقبَ عظيمةً، جمعتُها لي ولكِ من الكتابِ الّذي جعلَهُ اللهُ لنا هدًى ونورًا! من (القرآنِ الكريمِ)! من آياتٍ خاطبَ اللهُ بها (المرأةَ) بشكلٍ خاصّ!
جمعتُها:
لنبصرَهَا -نحنُ معشرَ النّساءِ-!
وندركَ أين قلوبُنا منها!
فنسارع لنفنيَ أعمارَنا في سبيلِ بلوغِهَا!
نائياتٍ عن سفاسفِ هذه الدّنيا الفانيةِ وزخرُفِها!
معرضاتٍ عمّا يفضي بنا إلى سخطِ اللهِ ولعنِهِ!

وجلاتٍ مشفقاتٍ من قولِه عليهِ الصّلاةُ والسّلامُ:
((يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ! تَصَدَّقْنَ! فَإِنِّي أُرِيتُكُنَّ أَكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ!)) [متّفقٌ عليه]
نسألُ اللهَ السّلامةَ والعافيةَ!
هذا، والطّريقةُ التي سرْتُ عليها -في هذا الموضوع-:
1- ذكْرُ الصّفةِ (أو عدّةُ صفاتٍ)
2- ثُمّ تأصيلُها بآيةٍ كريمةٍ
3- ثُمَّ الإتيانُ بطرفٍ من المعنى (ذاكَ أنّ المقصدَ هو التَّدبُّر)!
فمنْ تلكمُ الصّفاتِ والمناقبِ:
مسلماتٍ!
مؤمناتٍ!
قانتاتٍ!
صادقاتٍ!
صابراتٍ!
خاشعاتٍ!
متصدّقاتٍ!
صائماتٍ!
حافظاتٍ لفروجهنّ!
ذاكراتٍ للهِ كثيرً!

ويجمعُهَا قولُه تعالى:
{إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللهُ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللهَ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا}[الأحزاب:35]
المعنى:
"يقولُ تعالى ذكرُه:
إِنَّ الْمُتَذَلِّلِينَ للهِ بِالطَّاعَةِ وَالْمُتَذَلِّلَاتِ
وَالْمُصَدِّقِينَ وَالْمُصَدِّقَاتِ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا أَتَاهُمْ بِهِ مِنْ عِنْدِ اللهِ،
وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ للهِ،
وَالْمَطِيعِينَ للهِ وَالْمُطِيعَاتِ لَهُ فِيمَا أَمَرَهُمْ وَنَهَاهُمْ،
وَالصَّادِقِينَ للهِ فِيمَا عَاهَدُوهُ عَلَيْهِ وَالصَّادِقَاتِ فِيهِ،
وَالصَّابِرِينَ للهِ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ عَلَى الثَّبَاتِ عَلَى دِينِهِ، وَحِينَ الْبَأْسِ، وَالصَّابِرَاتِ،
وَالْخَاشِعَةَ قُلُوبُهُمْ للهِ؛ وَجَلًا مِنْهُ وَمِنْ عِقَابِهِ، وَالْخَاشِعَاتِ،
وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ، وَهُمُ الْمُؤَدُّونَ حُقُوقَ اللهِ مِنْ أَمْوَالِهِمْ، وَالْمُؤَدِّيَاتِ،
وَالصَّائِمِينَ شَهْرَ رَمَضَانَ الَّذِي فَرَضَ للهِ صَوْمَهُ عَلَيْهِمْ، وَالصَّائِمَاتِ،
الْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ، وَالْحَافِظَاتِ ذَلِكَ إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِنَّ إِنَّ كُنَّ حَرَائِرَ، أَوْ مَنْ مَلَكَهُنَّ إِنْ كُنَّ إِمَاءَ،
وَالذَّاكِرِينَ للهِ بِقُلُوبِهِمْ وَأَلْسِنَتِهِمْ وَجَوَارِحِهِمْ، وَالذَّاكِرَاتِ كَذَلِكَ أَعَدَّ اللهِ لَهُمْ مَغْفِرَةً لِذُنُوبِهِمْ، وَأَجْرًا عَظِيمًا؛ يَعْنِي: ثَوَابًا فِي الْآخِرَةِ عَلَى ذَلِكَ مِنْ أَعْمَالِهِمْ عَظِيمًا، وَذَلِكَ الْجَنَّةُ!...." ا.هـ "تفسير الطّبريّ".
تائباتٍ!
عابداتٍ!
سائحاتٍ! (صائمات)
[1]
قال تعالى:
{عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا} [التّحريم:5]
المعنى:
"{مُسْلِمَاتٍ} خَاضِعَاتٍ للهِ بِالطَّاعَةِ
{مُؤْمِنَاتٍ} مُصَدِّقَاتٍ بِاللهِ وَرَسُولِهِ.
{قَانِتَاتٍ} مُطِيعَاتٍ للهِ.
{تَائِبَاتٍ} رَاجِعَاتٍ إِلَى مَا يُحِبُّهُ اللهُ مِنْهُنَّ مِنْ طَاعَتِهِ عَمَّا يَكْرَهُهُ مِنْهُنَّ
{عَابِدَاتٍ} مُتَذَلِّلَاتٍ للهِ بِطَاعَتِهِ.
{سَائِحَاتٍ} صَائِمَاتٍ" ا.هـ باختصار من"تفسير الطّبريّ".
"فيه بَيَانُ أَنَّ الخَيْرِيَّةَ الَّتِي يَخْتَارُهَا اللهُ لِرَسُولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي النِّسَاءِ؛ هِيَ تِلكَ الصِّفَاتُ مِنَ الإيمَانِ وَالصَّلَاحِ"! ا.هـ "أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن".
مريداتٍ للهِ!
ورسولِهِ!
والدّارِ الآخرةِ!
محسناتٍ!

قال تعالى:
{وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الآخِرَةَ فَإِنَّ اللهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا} [الأحزاب:28-29]
المعنى:
"{وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ} وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ (رِضَا اللهِ وَرِضَا رَسُولِهِ وَطَاعَتَهُمَا) فَأَطِعْنَهُمَا
{فَإِنَّ اللهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ} وَهُنَّ العَامِلَاتُ مِنْهُنَّ بِأَمْرِ اللهِ وَأَمْرِ رَسُولِهِ" ا.هـ "تفسير الطّبري" بشيءٍ من الاختصارِ.
"{وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الآخِرَةَ} أي: هذه الأشياء مرادكنَّ، وغاية مقصودكنَّ، وإذا حصل لَكُنَّ الله ورسوله والجنّة، لم تبالين بسعة الدّنيا وضيقها! ويسرها وعسرها! وقنعتنَّ من رسول اللهِ بما تيسّر، ولم تطلبنَ منه ما يشقّ عليه".. انتهى المراد. "تفسير السّعديّ".
قال ابن القيّم -رحمه الله-:
" والقِسْمُ الثَّانِي: مَنْ يُرِيدُهُ وَيُرِيدُ ثَوَابَهُ، وَهَؤُلَاءِ خَوَاصُّ خَلْقِهِ! قَالَ اللهُ تَعَالَى:
{وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا}؛ فَهَذَا خِطَابُهُ لِخَيْرِ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ!" ا.هـ " "مدارج السالكين بين منازل (إيّاك نعبد وإيّاك نستعين)".
صالحاتٍ!
حافظاتٍ للغيبِ!

قالَ تعالى:
{فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللهُ} [النّساء:34]
المعنى:
"يعني بقوله -جلّ ثناؤه-:{فَالصَّالِحَاتُ}: المستقيماتُ الدّينِ، العاملاتُ بالخيرِ!" ا.هـ "تفسير الطّبريّ".
وفي اللغة: "(صلح): الصَّلاحُ: ضدُّ الفَسَادِ" ا.ه "لسان العرب".
"وأمّا قوله: {حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ}؛ فإنّه يعني: حافظاتٌ لأنفسهنَّ عند غيبةِ أزواجهنَّ عنهنَّ، في فروجهنَّ، وأموالهمْ، وللواجبِ عليهنَّ من حقِّ اللهِ في ذلك وغيرِهِ" ا.ه "تفسير الطّبريّ".
مصدّقاتٍ بكلماتِ اللهِ!
قال تعالى:
{وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ}[التحريم: 12]
المعنى:
"{وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ}: وهذا وصفٌ لها بالعلمِ والمعرفةِ! فإن التّصديقَ بكلماتِ اللهِ، يشملُ: كلماتِهِ الدّينيّةِ والقَدَرِيَّةِ، والتّصديقُ بكتبِهِ، يقتضي معرفة ما به يحصلُ التّصديقُ، ولا يكون ذلك إلا بالعلمِ والعملِ، [ولهذا قال] {وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ}؛ أي: المطيعينَ للهِ، المداومينَ على طاعتِهِ بخشيةٍ وخشوعٍ، وهذا وصف لها بكمالِ العملِ، فإنّها -رضي الله عنها- صدّيقةٌ، و(الصّدّيقيّةُ) هي: كمالُ العلمِ والعملِ" ا.ه "تفسير السّعديّ".
قارّاتٍ في البيت!
غير متبرّجاتٍ!
مقيماتِ الصّلاةِ!
مؤتياتِ الزّكاةِ!
مطيعاتٍ للهِ ورسولِهِ!

ويجمعُها قوله تعالى:
{وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}[الأحزاب:33]
المعنى:
"{وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ}؛ أي: الْزَمْنَ؛ فَلَا تَخْرُجْنَ لِغَيرِ حَاجَةٍ" ا.ه "تفسير ابن كثير".
"{وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ}؛ أي: اقْرَرْنَ فيها، لأنّهُ أسْلَم وأحفظ لَكُنَّ.
{وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأولَى}؛ أي: لا تكثرْنَ الخروجّ متجمّلاتٍ أو متطيّباتٍ، كعادةِ أهلِ الجاهليّةِ الأولى، الّذين لا علمَ عندهُمْ ولا دين، فكلُّ هذا دفعٌ للشّرِّ وأسبابِهِ" ا.هـ "تفسير السّعديّ".
"{وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ}: نَهَاهُنَّ أَوَّلًا عَنِ الشَّرِّ، ثُمَّ أَمَرَهُنَّ بِالْخَيْرِ مِنْ: إِقَامَةِ الصَّلَاةِ؛ وَهِيَ عِبَادَةُ اللهِ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَهِيَ الْإِحْسَانُ إِلَى الْمَخْلُوقِينَ" ا.ه "تفسير ابن كثير".
طالباتٍ الجنةَ ومجاورةَ الرّبّ -تبارك وتعالى-!
قال تعالى:
{وَضَرَبَ اللهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}[التحريم:11]
المعنى:
"فوصفَهَا اللهُ بالإيمانِ والتَّضَرُّعِ لرَبِّهَا، وسُؤالِهَا لرَبِّهَا أجلَّ المطالبِ، وهو: (دخولُ الجنّةِ! ومجاورةُ الرَّبِّ الكريمِ!) و(سؤالِهَا أن ينجّيَها اللهُ من فتنةِ فرعونَ وأعمالِهِ الخبيثةِ، ومن فتنةِ كلِّ ظالمٍ!، فاستجابَ اللهُ لها، فعاشتْ في إيمانٍ كاملٍ، وثباتٍ تامٍّ، ونجاةٍ من الفتنِ!" ا.هـ "تفسير السعدي".
"لَقَدِ اخْتارَتِ امرَأَةُ فِرعَونَ -في طَلَبِهَا- حُسْنَ الجِوَارِ قَبْلَ الدَّارِ!" ا.هـ "أضواء البيان في تفسير القرآن".
مخلصاتِ الطّاعةِ للهِ!
مداوماتٍ على الطّاعة!
خاضعاتٍ لربِّهِنَّ!

قال تعالى:
{يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ} [آل عمران:43]
المعنى:
"يعني جلَّ ثناؤُهُ بقولِهِ -خبرًا عن قِيل ملائكتِهِ لمريمَ-: {يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ}: أخلصِي الطّاعةَ لربِّكِ وحدَهُ" ا.هـ "تفسير الطّبريّ".
وفي تفسير (السّعديّ) -رحمه الله-:
"{اقْنُتِي لِرَبِّكِ} القنوت: دوامُ الطّاعةِ في خضوعٍ وخشوع!
{وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ} خصَّ (السّجودَ والرّكوعَ)؛ لفضلهِمَا ودلالتِهِمَا على غايةِ الخضوعِ للهِ"! ا.ه "تفسير السّعديّ".
آمراتٍ بالمعروف!
ناهياتٍ عن المنكر!

قال تعالى:
{وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللهُ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}[التّوبة:71]
"{وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ} أيْ: ذكورُهُم وإناثُهُم!
{بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ} في المحبّةِ والموالاةِ، والانتماءِ والنّصرةِ.
{يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ} وهو: اسمٌ جامعٌ لكلِّ ما عُرِفَ حُسْنُهُ، من العقائدِ الحسنةِ، والأعمالِ الصّالحةِ، والأخلاقِ الفاضلةِ، وأوَّلُ من يدخلُ في أمرِهِمْ: (أنفسُهُمْ)! {وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ} وهو: كلُّ ما خالفَ المعروفَ وناقضَهُ من العقائدِ الباطلةِ، والأعمالِ الخبيثةِ، والأخلاقِ الرّذيلةِ.
{وَيُطِيعُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ} أي: لا يزالونَ ملازمينَ لطاعةِ اللهِ ورسولِهِ على الدّوام." ا.ه "تفسير السّعديّ".
مُتجلبباتٍ!
قال تعالى:
{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَحِيمًا}[الأحزاب:59]
المعنى:
"والظّاهرُ أنَّ قولَهُ: {وَنِسَاءِ الْـمُؤْمِنِينَ}؛ يشملُ: (الحرائرَ والإمَاءَ)، والفتنةُ بالإمَاءِ أكثَرُ؛ لكثرَةِ تَصَرُّفِهِنَّ، بِخِلافِ الحرائرِ، فيحتاجُ إخراجُهُنَ مِنْ عمومِ النّساءِ إلى دليلٍ واضحِ!
{ذلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ}: لتستُّرِهِنَّ بالعفِّةِ، فلا يُتَعرَّضُ لهُنَّ، ولا يُلْقَينَ بما يَكْرَهْنَ؛ لأنَّ المرْأةَ إذا كانتْ في غايةِ التّسَتُّرِ والاِنضِمامِ، لم يُقْدَمْ عليهَا، بخلافِ المتبرِّجةِ؛ فإنَّهَا مَطْمُوعٌ فيها." ا.هـ "تفسير البحر المحيط" باختصار.
حييّاتٍ!
قال تعالى:
{فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ} الآية [القصص:25]
المعنى:
"يقولُ تعالى ذكرُهُ: فجاءتْ موسَى إحدَى المرأتينِ اللَّتين سَقَى لهُمَا تمشِي على اسْتحياءٍ من موسَى، قدْ سَتَرْت وجْهَهَا بِثَوبِهَا. وبنحو الّذي قلنا -في ذلك- قالَ أهلُ التّأويلِ " ا.هـ "تفسير الطّبريّ".
"فجاءتْهُ {تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ} وهذا يدلُّ على كرَمِ عنصرِهَا، وخُلُقِها الحَسَن! فإنَّ الحياءَ من الأخلاقِ الفاضلةِ، وخصوصًا في النّساءِ"! ا.ه "تفسير السّعديّ".
خاتمةُ الموضوعِ:
وبعدَ تلكَ الآياتِ الكريماتِ، وما تضمنّتْهُ من حللِ المعاني! وجواهرِ الفضائلِ! ألاَ يجدرُ بالمرأة، أن تصرفَ جهدَهَا وطاقَتَها؛ لتتزينَ بها؟! استعدادًا للقاءِ ربّها؟!
أبعدَ كلّ تلكَ النّفائسِ، تجدُ نفسها راغبةً في حطامِ الدّنيا، لاهثةً وراءَ التّفاهاتِ؟!
أم تراها تقبلُ نفسُها -لأجلِ أن تكونَ جميلةً في نظرِ (النّاسِ)!- التّهافتَ وراء زينةٍ ظاهرُها (إبرازُ الجمالِ) وباطنُها (الوقوع في اللّعنِ والحرامِ)؟!
نعم؛ تتزيّن، لكن بما يرضي ربّهَا..
تتكلّم، بما يرضي ربّهَا..
تنفعُ غيرها، بما يرضي ربّهَا...
ألاَ فبتلكَ الحُللِ، فلْتتجمّلِ (المرأةُ العاقلةُ)!
وعليها فلْتحرصْ!
ولتكنْ عين مطلبِها!
وشغلها الشّاغل للفوزِ بها!
فإنّها الحللُ (النّافعةُ) في الدّنيا والآخرةِ!
أرجوهُ تعالى أن يجعلَنَا من الآخذاتِ بها!

وصلّى اللهُ على نبيّنا محمّدٍ وعلى آلِهِ وسلّم.
~ ~ ~
السّبت/6/ ذو القعدة/ 1433هـ
[1] - "وكانَ بعضُ أهلِ العربيّةِ يقولُ: نرَى أنَّ الصَّائمَ إنّما سُمِّيَ (سائحًا)، لأنّ السّائحَ لا زادَ معه، وإنّما يأكلُ حيثُ يجدُ الطّعامَ؛ فكأنّه أُخِذَ من ذلكَ" ا.ه "تفسير الطّبري".
... بواسطة حَسَّانَة بنت محمد ناصر الدين الألبانيّ في مدونة الأمر العتيق

الأحد، 3 فبراير 2013


[سؤال]زوجتي تتصرف معي كالند مثل الرجال، تحاسبني وتريد أن تكون متساوية معي في كثير من الأمور.

أنقل لكم هذا السؤال : سائل يسأل ويريد منكم الإجابة ـ أثابكم الله ـ

زوجتى عندما آمرها بشئ لا تفعله,وتكثر الأسئلة: أين كنت ماذا فعلت؟ مع من جلست؟ كم صرفت؟ كم قبضت؟, إلى غير ذلك من الأسئلة المهم أنها تكثر الأسئلة لدرجة أنى أغضب من ذلك,عندما أخاصمها تخاصمني هي كذلك .ولما أرفع عليها صوتى فى حالة الغضب, ترفع عليا صوتها بدورها.
المهم أنها تكون متساوية معى فى كثير من الأمور وكأنها رجل .
آتى لها بالأحاديث الدالة على وجوب طاعتى لا تأبه وكذلك كلام أهل العلم ولا تبالي.
وكذلك مشكلة أخرى أنها تريدنى بأن أتقاسم معها أعمال البيت, أنا أساعدها أحيانا لكن برغبتي وعندما أتى من العمل تعبانا لا أساعدها وتغضب لذلك وتقع المشاكل,تتصرف وكأنها رجل أحيانا.
تريد محاسبتى فى كل شئ وتملي علي ما أفعل وما يجب ألا أفعله.المرجو نصيحة لأخيكم، لعل الله يهديها.جزاكم الله خيرا
المرجو منكم رفع سؤالى لأحد العلماء لكى ينصحها لعلها ترجع .
مع العلم أنها سلفية ولله الحمد,لكنها لا تسمع كلامى فى كثير من الأحيان

تفريغ جواب الشيخ أبو عمر العتيبي حفظه الله :
الجواب:
أقولُ - باركَ الله فيك- إذا كنتَ هذا السؤال توجّهُه لعالم فهذا أنا لا أستطيع الإجابة عنهُ ، أمّا إذا كنت تريد مني نصيحة - وأنا طالب علم - فأنا أجيبُ عن هذا السؤال.
فأنا سأجيب بكوني طالب علم وأنصح نصيحة ، لا لكوني من العلماء حسب رغبة السائل.
فأقول - باركَ الله فيكم- إنّ هذا السّائل يظهر أنه حديثُ عهدٍ بعُرسٍ ، ويظهر أنَّ زوجتَه تعاملُه كما تعامل إخوانَها في البيت . وهذه مشكلة دائمًا أو غالبًا ما تكون إذا كانت البنت بين إخوة لها ذكور، فإنها تأخذُ من طباعهم. أو ربما تكون أمها يعني قويّة ومتحكّمة بزوجها ، فتستفيد هذه الطباع منها. هذا موجود وبكثرة في الناس - للأسف الشديد.
وأنتَ ابتُليْتَ بهذه البلوى وهي ابتُلِيَتْ بكَ لأنك رجل مثلاً ليس كوالدها مثلاً يكون مستسلم لأمِّها . قد يكون هذا نقول - ربما.
لذلك ، أنتما الإثنان قد ابتُليتما ببعضكما، فعليكما بالصبرِ والبحث عن الحلول المرضية لله عز وجل ، المرضية لنفوسكما التي تجعل حياتكما سعيدة .
فعليكما أن تجلسا مجلس مصافاة ومجلس تحَابٍ بينكما وتنظر في هذه المشكلة رأسَك برأسها دون تدخل أيّ أحد من الأهل.
فأنتَ عليكَ حقوق وهي عليها حقوق. فأنت تأخذُ حقك وهي تأخذ حقّها. وأنت تؤدي حقك وهي تؤدي حقّها.
والمرأة خاصةً إذا كانت حديثة عهد بعرس ، فإنها تقلق على زوجها وتحبّ أن تعرف أخباره من باب المؤانسة يعني والتحابّ .والشاب إذا كان حديث عهد بعرس -قد كان من قبل -كما يُقال " داير على حلّ شعره" ، لا يسألُه إخوانه من أين ذهبتَ ،ولا من أين جئت ، ربما والده يسألانه أحيانًا .
فالشاب يريد بعد الزواج أن يكون حاله مثل حاله قبل الزواج، وأن لا يسأله أحد -كما كان في بيت أهله.
الأمر يا أخي ، خلاف ما كنت عليه.
أنت الآن كما يُقال في قفص الزوجيّة ، أليس يقولون الزواج قفص؟
أنت الآن في قفص أنتَ وهي. فكلاكما لا بدّ أن يتعامل مع القفص معاملة جيّدة.
والدنيا كما قال- صلى الله عليه وسلم- : .. سجن المؤمن وجنة الكافر.
فإذا كنتَ مؤمنًا ، تخيّل أنك في السجن وأنك مسجونٌ مع زوجتك في قفص الزوجية ، فكيف تتعامل معها؟
هكذا، كن حكيمًا - بارك الله فيك- . تنازلْ عن بعض الأشياء وهي تكون حكيمة ، تتنازلُ عن بعض الأشياء.
فإذا سألتك "أين كنت؟" " أين جئت؟" ، لا تسأمْ.
بل أنا أنصحُكَ بنصيحة، مجرد ما تأتي إلى البيت، مثلاً إذا جئتَ تدخل، تدعو بدعاء دخول المنزل بالبسملة ، ثم تسلّم على أهل البيت ثم إذا كان عندك سواك تستاك .وإذا كنتَ رائحتك "معفّنة" -يعني ليست جيدة- بسبب أنّك تعمل ميكانيكي أو تعمل معاملة يعني في الطوب ونحو ذلك، أي عمل يؤدي إلى رائحة كريهة أو كنتَ في حرٍ شديد وجئتَ ورائحتك كريهة ، اذهب إلى الحمام مباشرة بعد أن تسلّم على أهلك واغتسل .
وتعال تكلّم معها، وقل لها "أنا ذهبت إلى المكان الفلاني"، "وجعلت كذا في المكان الفلاني"، "وجاءنا في العمل المكان الفلاني" .
إحكِ لها حكايا وإذا أردتَ أن تُخفيَ شيئًا ممّا حصل في نهارك ، أخفِه ، لكن أشْعِرْها بأنّك تخبرُها بكل ما تريد. فإذا أنتَ أخبرتَها بجدولِك اليوميّ ، هي الآن تنبسط وتفرح وتعرف أين كنت ومن أين جئت. بعد ذلك ، يأتي دورها في مساعدتك.
أنتَ إذا أرحتَ المرأة من الناحية النفسيّة، هي تريحُك أيضًا من الناحية النفسيّة.
ولا تعاملك بالندّ. فأنت اكسب رضاها، جيب معكَ حلاوة ، جيب لها معكَ "بسكويت" ، جيب لها معكَ هديّة.
أحيانا كل فترة وفترة، كل أسبوع وأسبوع. هكذا ، تَحبَّبْ إلى قلبِها وعامِلْها كما كُنتَ تعامل مثلاً أخواتك الصغار أو أخيك الصغير أو حتى لو تُعامل أمك بمعاملة حسنة ، عامِلْ زوجتك معاملة حسنة.
لأننا لسنا في زمن الصحابة ، تتلو عليها الآيات والأحاديث وتكون كالخاتم في إصبعك ، أنتَ في آخر الزمان .
عليكَ -وأنت الحكيم- ، لأن الرجل دائمًا في الغالب يعني أحكم من المرأة.
فلذلك قد أشدُّ على الرجل أكثر من المرأة . لأنّ المرأة ربما أشدُّ عليها، تجلسُ تبكي وتحزن وتغضب ، الرجل يفهم مسؤولياته وكذا المرأة . وأكثر النساء- والحمد لله - إن شاء الله يفهمْن مسؤولياتهن . فأنت أحسن إليها، وهي أنا أوصيها بتقوى الله - عزّ وجل- وأنّها تريح زوجها وهو جنتها ونارها وحتى يعني يُكتب لها السعادة في الدنيا والآخرة ، وإذا جاء من العمل ، تجهّزْ له ثوبه بعد دخوله للحمام وبعد خروجه منه، تجهّزُ له المنشفة يعني تقبّلُ رأسه أو تحيِّيه بتحية طيبة إذا دخل ، وتكون معدّة له العشاء أو الغداء - حسب وقت المجيء.
المرأة لا بدّ أن تكسب زوجها. وإذا كان الزوج منقبض لا يحكي ،هي تسعدُه وتفرحه بما تعدُّ له ، ثم تقول له "ماذا فعلت اليوم؟"،"كيف كان العمل معك؟" ، "إن شاء الله ذهبت إلى المكان الفلاني؟" ، "إن شاء الله الأمور كلها تمام؟" . هكذا بكلمة طيّبة ،وربما أخبركِ الزوج بكل شيء .
فالمرأة عليها أن تكون حكيمة والرجل عليه أن يكون حكيمًا وأن يعرفوا كيف يتعاملوا وهم في القفص ، قفص الزوجيّة.
ويسأل الله عز وجل أن يوفقهم ويسددهم، وأن يجمعهم دائمًا على الخير وأن يسعدهم في الدنيا والآخرة ويكونوا أسرة صالحة لهم في رسول الله - عليه الصلاة والسلام -وفي أهله أسوة حسنة .
والله تعالى أعلم.
 
 
تفريغ جواب الشيخ عثمان السالمي - سلمه الله وحفظه-:
الله المستعان، هذه المرأة يجب عليها أن تتوب إلى الله سبحانه وتعالى، وأن تعلم أن حق الزوج عليها كبير وعظيم. فالنبي عليه الصلاة والسلام يقول : " لو كنت آمرًا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها من حقه عليها، ولو سال قيحًا (..) فلحسته ما أدت حقه." (*)
رواه أحمد وهو حديث صحيح.
وقوله صلى الله عليه وسلم :" لو كنت آمرًا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها."
هذه يجب عليها أن تتوب إلى الله ، كيف سلفية وهي لا تعمل بأمر السلف وبأحاديث النبي عليه الصلاة والسلام؟ فالواجب عليها أن تتقي الله ولا تؤذي زوجها.
وفي الترمذي عن حديث معاذ- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ما من امرأة تؤذي زوجها إلا قالت امرأته من نساء الجنة قاتلكِ الله لا تؤذيه ؛إنما هو عندك دخيل لعله أن يفارقك إلينا."
طيب، فهذه المرأة من نساء الجنة تدعو على هذه المرأة المؤذية كل يوم لا تؤذيه قاتلك الله. فالواجب على هذه المرأة أن تحسن أخلاقها وأن تتوب إلى ربها فالزوج عليه الأعمال الخارجية والمرأة عليها العمل في البيت .وعليها أن تتلطف لزوجها وتُحسِن إليه وأنا أنصحه إن كان قادرًا على أن يتزوج بامرأة أخرى فليفعل نعم.
أنا أنصحه لعلها تعرف كيف هي قيمة الرجال.
إذا استطاع بالزواج بامرأة أخرى إذا لم تتب وتحسن معاملة الزوج ، ينظر امرأة أخرى والله سيعوضه،صحيح. لأنها معتدية ومؤذية لزوجها ما تعرف حق الله ولا حق زوجها . هذه مخطئة
النبي عليه الصلاة والسلام يقول كما عند الترمذي: " أيما امرأة أطاعت ربها وصلت خمسها وصامت شهرها وأطاعت زوجها إلا دخلت جنة ربها."
هي تريد الجنة أم تريد النار؟
عصيانها لزوجها و(..) يكون سببا لدخولها النار، يجب عليها أن تتوب إلى الله وتستغفر ربها وإن عمل معها شيء من أعمال البيت وقت راحته ، هذا أمر طيب.
كان النبي صلى الله عليه وسلم -بعض الأحيان- ربما يعمل بعض الأعمال في البيت: يخيط ثوبه ،ويحلب شاته، ويخصف نعله، هذا لا بأس.طيب، بارك الله فيك.
لكن هذه المرأة تقول إنها سلفية ، والسلفية منها يعني قد تكون بعيدة.
كما قلنا هل صحيح لو كانت عقيدتها طيبة - جزاها الله خيرًا -.
هذا أمرٌ محتّم ، لكن تتقي الله سبحانه وتعالى ولا (..) على السلفية بدون عمل ،لأن السلفية ليست مجرد كلام بدون عمل ، والله المستعان.
انتهى جوابه حفظه الله.
________________________________
(*): وردت أحاديث مشابهة للفظ أعلاه حول طاعة المرأة لزوجها:
1- قد عرفتك فما حاجتك ؟ . قالت : حاجتي أن ابن عمي فلانا العابد . قال : قد عرفته . قالت : يخطبني ، فأخبرني ما حق الزوج على الزوجة ؟ فإن كان شيئا أطيقه تزوجته . قال : من حقه ؛ أن لو سال منخراه دما وقيحا فلحسته بلسانها ؛ ما أدت حقه ، ولو كان ينبغي لبشر أن يسجد لبشر ؛ لأمرت المر أة أن تسجد لزوجها إذا دخل عليها ؛ لما فضله الله عليها . قالت : والذي بعثك بالحق لا أتزوج ما بقيت الدنيا . الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني- المصدر:صحيح الترغيب - لصفحة أو الرقم: 1935
خلاصة حكم المحدث: صحيح لغيره
2- قوموا . ، فقاموا ، فدخل الحائط ، والجمل في ناحية ، فمشى النبي نحوه ، فقال الأنصار : يا رسول الله ! قد صار مثل الكلب ، نخاف عليك صولته ، قال : ليس علي منه بأس . فلما نظر الجمل إلى رسول الله أقبل نحوه حتى خر ساجدا بين يديه . فأخذ رسول الله بناصيته أذل ما كانت قط حتى أدخله في العمل ، فقال له أصحابه : يا رسول الله ! هذا بهيمة لا يعقل يسجد لك ، ونحن نعقل ، فنحن أحق أن نسجد لك ؛ قال : لا يصلح لبشر أن يسجد لبشر ، ولو صلح لبشر أن يسجد لبشر لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها ، لعظم حقه عليها ، لو كان من قدمه إلى مفرق رأسه قرحة تنبجس بالقيح والصديد ، ثم استقبلته فلحسته ، ما أدت حقه . الراوي: أنس بن مالك المحدث:الألباني - المصدر:صحيح الترغيب- لصفحة أو الرقم: 1936
خلاصة حكم المحدث: صحيح لغيره