قال الحسن البصري -رحمه الله- ( لا يغرنك قول " يحشر المرء مع من أحب" فان اليهود والنصارى يحبون أنبيائهم وليسوا معهم ، ولكن اعمل بعملهم تحشر معهم )

مواضيع المدونة

السبت، 31 مارس 2012

السلام عليكن أخواتي لقد أعجبني هذا الموضوع و أحببت أن نستفيد منه جميعا فما أحلى أن تكون المرأة سلفية و راقيه في تعاملها مع زوجها *
هناك بعض الامور الملحوظة في بعض الزوجات التي بدورها تجعل من ازواجهن ينفرون منهن ويتجنبون الاقتراب منهن وقد يصفوهن بالحمق والغير منظمه والمحترمه للعلاقة الزوجيه . لكي تتجنبي هذه الامور... ولكي تصبحين زوجة راقيه وتكسبين محبة وقلب زوجك ... سأطرح لكن بعض من المحوظات التي تعالج الخلل الذي تفعله بعض الزوجات سواء بقصد ام بغيره ... مما ينفر الزوج منها ويبغضها ... ويكدر صفو حياتها الزوجيه ... فمن هذه الملحوظات :

1)قلة المراعاة لاحوال الزوج ومشاعره فقد تزعجه بالاخبار السئيه او المشاكل العائلية في اوقات راحته او وقت نومه او وقت دخوله للمنزل ... وتكثر الطلبات منه اذا عاد الى المنزل متعبا ... وتكثر من ترداده للسوق ليأتي بحاجات المنزل فإذا رجع للمنزل ذكرت حاجة قد نسيتها ... فتطلب منه العوده وقد يتكرر منها هذا التصرف مرات عديده مما يجعل الزوج يتضايق من هذا التصرف وخاصة لو كان من ذوي الطباع الحاده فيتأثر من هذا التصرف المخالف لطباعه... وايضا لا تراعي الزوجه ساعة انزعاجه من تصرفها الغير المهذب فعندما تراه منزعج تقوم بالضحك عليه او تقوم بالاعراض عنه دون ان تعتذر عن تصرفها مما يجعله يثور او يتلفظ بكلمات تعبر عن مايضايقه وبدل من ان تصمت الزوجه بل تقوم بالرد عليه بعشرات الكلمات وقد تتعمد اغضابه مما يجعل العواصف والمشاكل تهب من كل جهه في البيت.
2)ايضا من قلة مراعاة الزوجه لاحوال زوجها ... - عدم الاهتمام بأوقات نومه واكله ووقت راحته ... وذلك عندما يريد الزوج النوم تكون الزوجه قد صيحت للتو من نومها وهذا حال الكثيرات فلا يجد مايأكله فيكون النوم اسلم طريقة عنده لكي يتفادى المشاكل فتقوم بازعاجه بالكلام والحوار والتعذر بانها سوف تقوم بالطبخ الآن والحجه انها لاتريده ان ينام وهو جائع فيتضايق منها وتبدأ المشاكل بينهما ... -قلةاختيار احسن الالفاظ وقت مخاطبته فمنهن من تنظر له بسخريه عندما تكلمه ... ومنهن من تشيح بوجهها عنه عندما يتكلم ... منهن من تتعمد الانشغال عندما يحدثها حتى تنتقم لنفسها... او تبين له انه كلامه ليس بمهم عندها ... وقلة العناية والاهتمام به ومن ذلك لاتناديه بااحب الاسماء اليه ولا تخفض صوتها عندما تخاطبه الي غير ذلك مما ينافي ادب المخاطبة والحديث الزوجي ...
3)ايضا من قلة مراعاة لاحوال الزوج لا يحلو لبعض الزوجات التنظيف والكنس ورش المبيدات الحشريه الا وقت دخول الزوج للبيت. او عندما يريد النوم والراحه . او عندما يريد الاكل فتزعجه باأصوات المكانس او تسكر انفه بالروائح المزعجه سواء من المبيدات او المنظفات او روائح الطبخ ... فمثل هذه الاعمال تقصير بحق الزوج ودليل على جهل المرأة وقلة ذوقها وادبها ... فالواجب على الزوجة ان تراعي مشاعر الزوج وتحترمه وان تعمل كل مابوسعها لادخال السرور عليه وازالة الهم والغم عن قلبه ... ومن واجبها ان تفرح لفرحه ..وتحزن لحزنه ...حتى يشعر انها متعاونة معه حيث يسرها مايسره ويحزنها مايحزنه ... ولا ينبغي لها انه تظهر بمظهر السرور اذا كان محزونا ... وكذلك عليها ان تخفى حزنها لو رأته مسرورا ... لان ذلك ادعى لدوام الالفه ودليل على كرم نفس الزوجة ... مالذي على الزوجه فعله لتتجنب المشاكل الزوجيه اليوميه :
1)على الزوجة ان تجمع مايحتاجه المنزل مرة كل اسبوع او كل شهر فتكتب كل ماتريده لياتي به مرة واحده بدلا من ترداده عدة مرات للسوق . 2)وعلى الزوجة ان تراعى زوجها في طعامه فتصنع له مايشتهيه وتنوع له بالطبخات كي لا يمل من نفس الاكل والطبخات ... ان تراعي مواقيت حضوره للمنزل حتى يكون الطعام جاهزا وقت حضوره ... فلا تؤخره ممايجعله يتضايق من تصرفها ... ولا تقدمه للسفرة الا باذنه وبعلمه ... 3)وايضا على الزوجة مراعاة وقت نوم الزوج ... وتحرص على تهيئة جو غرفة نومه بأجمل الروائح وترتبها بلمساتها .. وتحرص على تهدئة الاطفال وتعليمهم انه وقت نوم ابيهم وعليهم احترامه ...حتى تمكن الزوج ان ياخذ نصيبه من الراحه الجسديه لانه لو ارتاح انشرح صدر وهدات اعصابه ... والا بقى قلقا متضايقا ...وبذلك يتكدر مزاجه ويكدرها الوضع...
4)ومما يدخل السرور على الزوج ان تحرص الزوجة على نظافة المنزل وان تهتم بتعطيره بالعطور والبخورات المتوفره بكثره هذه الايام .لكن قبل دخوله للمنزل بوقت بحيث لايزعجه الدخان او حدة العطور المركزه .
5)وان تهتم بثياب الزوج ليظهر بالمظهر اللائق والنظيف في حال خروجه وايضا وقت بقائه في المنزل .
6)وان كان طالب علم اوصاحب دراسة وبحث فلتحرص على العناية بمكتبتة وكتبه واوراقه بالترتيب والتنظيم والتنظيف ...
7)وأذا ارادت مخاطبة الزوج عليها مخاطبته باسلوب لبق جذاب ليشعر من خلاله باحترمها له وتقديرها له. قال ابن جوزية رحمه الله وعن عثمان ابن عطى عن ابيه قال: قالت ابنة سعيد ابن المسيب : " ماكنا نكلم ازواجنا الا كما تكلمون امراءكم " فلتحرص الزوجة على كل مايسعد زوجها ... ولتتجنب كل مايضيق صدره ويكدره فإن حصل منها تقصير فلتبادر الي الاعتذار منه ولتتلطف في ذلك ... واذا روعيت هذه المشاعربين الزوجين وحرص كل منهما على عشرة الاخر بالمعروف حلت السعاده الزوجيه المنشوده بينهما وزالت الاحزان وحلت المشكلات وكان لذلك ابلغ الاثر في صلاح الاسره والابناء. 
و
ـأن تؤثري رضاه على رضاكِ
ـ ومحابه على محبوباتكِ
ـ وراحته على راحتكِ
ـ وإن خيرتِ بين سعادته وسعادتكِ فلتختاري سعادته!!فالحب الحقيقي لم ولن يبنى على الأنانية؛الحب الحقيقي هو التضحية والإيثار
ولنا في أمناخديجة رضي الله عنها أسوة حسنة في التضحية والوقوف بجوار زوجها في محنته مع قومه!!
وأمنا عائشة أيضاً هذه القصة تبين لنا كيف كانت حريصة على عدم فعل شئ يغضب زوجها حتى وإن كان فيه إنتصاراً لنفسها!



ففي الصحيحين من حديث عائشة - تقول عائشةرضي الله عنها: (كان الناس يتحرون بهداياهم ليلة عائشةوكان بقية زوجات النبي صلى الله عليه وسلم يردن مثل هذا أيضاً، وأردن أن يقسمن هذه الهدايا بالتساوي، فأرسلن أحب الناس إليه، وهي فاطمة رضي الله عنها، قالت عائشة : (فجاءت فاطمةلا تخطئ مشيتها مشية النبي صلى الله عليه وسلم، وهو في لحافي، فدخلت، فلما رآها قال: أهلاً بابنتي، فجلست فقالت: يا رسول الله! إن أزواجك يسألنك العدل في ابنة ابن أبي قحافة، فقال النبي عليه الصلاة والسلام: أي بنيتي! أتحبينني؟ قالت: أجل، قال: فأحبي هذه)، ففهمت الجواب، وهو أنها لا تراجعه، وكان جميع زوجات النبي صلى الله عليه وسلم مجتمعات في بيت إحداهن ومنتظرات النتيجة، فدخلت فاطمةرضي الله عنها وقالت: (والله لا أراجعه فيها أبداً)، فلم ييأسن وأرسلن أحب أزواجه إليه بعد عائشة، وهي زينب رضي الله عنها، تقول عائشة رضي الله عنها: (فجاءت زينب وأنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في لحافي، فتكلمت، وفي بعض الروايات تقول عائشة: وجدعت، أي: قالت كلام ثقيلاً، قالت عائشة رضي الله عنها: فنظرت إلى النبي صلى الله عليه وسلم هل يكره أن أنتصر؟
فلما علمت أنه لا يكره أن أنتصر، قمت لها فأفحمتها، فتبسم النبي صلى الله عليه وسلم وقال: (إنها ابنة أبي بكر ) )








هكذا يكون الحب الحقيقي وفاء وتضحية وإيثار

وفق الله الجميع لمرضاته

الجمعة، 30 مارس 2012

اتقين الله يا نساء( نصيحة وتحذير من النت)

نصيحة غالية من الشيخ أبو فريحان جمال الحارثي حفظه الله تعالى
بخصوص التدارس والتناصح بين الجنسين في الانترنت

السؤال:
هل يجوز قراءة إجازة القرآن الكريم للنساء على الشيوخ من الرجال؟

ما فهمت؟!! يعني المرأة تقرأ على الشيخ بالصوت؟ أقول:

لا، ابتعدي وابعدي من وراءكِ بارك الله فيكِ، وقد تكلمنا على هذه النقطة بطريقةٍ أو بأخرى البارحة

عندما سُئِلنَا عن من يلقي دروس في الـ( سكاي بي ) للنساء

ويحضرن النساء ويخاطبهن وَيُسَّمْعِّنَ له وتخاطبه النساء أو بعضهن فَنَصَحْنَ لَهُ وَنَصَحْنَ لَهُنَّ ، أقول:

ابعدوا... ابتعدوا كل البعد عن مواطن لقاءات الرجال بالنساء

والله ما هي إلا فتنة، وما هي إلا حبائل الشيطان

فاتقوا الله يا نساء

لا تكونوا حجر عثرة وتكونوا (..غير واضح الصوت..)

الله المستعان!!

يعني توقفت عليها أمورك يا أمة الله وتوقفت مصالحك في الحياة على هذه الإجازة!!! ِِ

ما أظن عاقل يقول نعم.

ناهيك عن طالب علم أو طالبة علم تتقي الله وتخشى الله.

وإن كان عبر الإنترنت

ما أكثر المشاكل وما أكثر المواقف التي سقطت فيها بعض النساء وبعض الرجال في هذا الإنترنت.

والله الذي لا إله غيره ولا رب سواه لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما عرفت الإنترنت ولا دخلته

والله أقسم وأنا على ذلك مسؤول.

والله أنني ندمت ندمًا عظيمًا كبيرًا أنني عرفت الإنترنت، وسامح الله من عرَّفني به من إخواني وأقاربي

على ما فيه من خير لكن والله شره كثير، والله شره كثير

والله إن لم نخف على أنفسنا والله ما عندنا تقوى... ولا عندنا ورع ... وضعيفي الإيمان

من يقول أننا أقوياء، وأنني أصمد أمام الفتن

إذا كان محمد صلى الله عليه وسلم نبي الأمة، طاهر القلب، التقي، العابد، النقي، أتقى الناس لربه، وأعبدهم لربه

عندما رأى امرأة رجع إلى زوجته وقضى وطره منها ثم خرج، وقال لأصحابه:

[من رأى منكم امرأة فأعجبته- أو كما قال عليه الصلاة والسلام- فليأتي أهله فإن ذلك يُطفيءُ ما في نفسه]

وفي ألفاظٍ: [ فإن ذلك يُذْهِبُ ما في نفسه ] وفي ألفاظٍ: [ فإن عندها ما عندها ].

ويقول صلى الله عليه وسلم:

[ إذا أقبلت المرأة أقبلت في صورة شيطان، وإذا أدبرت أدبرت في صورة شيطان ]

المقصود أنها تَجُرُّ إلى الفتن كالشيطان.

فاتقي الله يا أمة الله

ما فُتِحَ باب شر إلا من قِبَلِ المرأة

أنا لا أُزكي الرجال

لكن لا يمكن على الإطلاق أن يدخل الرجل من الباب إن لم يفتحه صاحب الباب

والله إن لم تفتح المرأة له ثقب إبرة، لا يمكن أن يدخل

لكنها:

ما بالك يا شيخ؟ ما ترى في هذه المسألة؟ نريد أن نتناقش فيها...

ومن جَرَّ

ومن كلمة

إلى جملةٍ ...

إلى عبارةٍ ....إلى ....إلى...

إلى أن يَسْتَجِرُّها الشيطان، ويَسْتَجِرُّهُ الشيطان

فاتقوا الله عباد الله

اتقوا الله عباد الله كلنا أخطاء

وكلنا ذنوب، وكلنا مقصرين، فلا تزيدون الطين بلة

يا أمة الله

يا نساء المسلمين

اتقين الله

والله لولا لم يكن معكِ إلا ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ﴾ وإنها لعظيمة لكفتكِ من جلوسكِ مع المشايخ وطلبة العلم

وكما تقولين وتسألين و و و ومحادثات وما إلى ذلك

نساء الصحابة رضي الله عنهن ماذا كان عندهن من القرآن؟!!

نساء الصحابة رضي الله عنهن ماذا كان عندهن من القرآن؟!!

هل كلهن كن حافظات القرآن؟؟

الجواب: لا.

حتى الصحابة رضي الله عنهم ليس كلهم حفاظ

بارك الله فيكم

لكن كان عندهم إيمان... عندهم تقوى... عندهم ورع... عندهم زهد... عندهم خوف من الله

تربوا على الإيمان... تربوا على الكتاب... تربوا على السنة

هل كلهم حفظوا أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم؟؟!!

بارك الله فيكم انتبهوا... المسألة مسألة تقوى... مسألة قيام بين يدي الله عزَّ وجل

ليست قضية إجازة من شيخ، أو سمِّع لي القرآن

وما أجمل صوتكِ يا أختاه.... وفقكِ الله يا أختاه

أيش الكلام هذا؟!!

يعني ناقصكِ أن يُثني عليكِ رجل!!! أجيبي

بارك الله فيكم

إذا رأيتموني في شدة وفي غلظة فاعذروني

إن لم ننصح لا خير فينا.....

إن لم نبين لا خير فينا....

أما المجاملات والمداهنات فلا سبيل لنا فيها

والله إنني أخوف على نفسي منكم من الفتن ﴿ وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ ﴾

فالذي تريد إجازة من الشيخ الفلاني، وتسمع عند طالب العلم الفلاني، وما إلى ذلك

أقول لها:

اتقي الله... اتقي الله... وراقبيه

والله الذي لا إله غيره ولا رب سواه ﴿ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى ﴾ ويعلم ما في الصدور

فإن كنتِ أخذتِ الإجازة، فأنتِ تعلمين لماذا أخذتيها، وإذا أردتِ أن تستمعي وتُسَمِّعي وتحفظي القرآن

فالله سبحانه وتعالى قد عَلِمَ قبل أن تكوني ماذا تُريدين؟ وما هي نيتكِ؟.

فاتقوا الله عباد الله

واتقي الله يا أمة الله

لا تكوني عونًا للشيطان على المسلمين

بارك الله فيكم

فالمعذرة إن كان كلامي فيه جفاء وغلظة وفيه شدة

بارك الله فيكم.


صوتيًا

http://www.albaidha.net/vb/showthread.php?t=26203

ــــــــــ

جزى الله شيخنا الفاضل خير الجزاء على هذه النصيحة المؤثرة النافعة لإخوانه المسلمين وأخواته المسلمات

وخاصة المرأة المسلمة حيث خصها بالنصيحة وإنقاذها من الخطأ الذي تعتقد فيه الصواب

فأسأل الله تعالى أن يجعل نُصْحَهُ رفعةً له بالدرجات

وأسأل الله أن يعمل بهذه النصحية الأخوات المسلمات

وأن يجتنبن مخاطبة الرجال عن طريق الشبكة الشيطانية (الإنترنت) فقد حذر الشيخ حفظه الله قائلاً:

( ما أكثر المشاكل وما أكثر المواقف التي سقطت فيها بعض النساء وبعض الرجال في هذا الإنترنت ).

فتذكري أيتها المرأة المسلمة بأنك فتنة للرجل وأن الشيطان ثالثكما وقد قال الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم:

[ ما تركت بعدي فِتنةً أَضَرَّ على الرجال من النساء ]

يا أمة الله

يا نساء المسلمين

اتقين الله

ما فُتِحَ باب شر إلا من قِبَلِ المرأة

واتقي الله يا أمة الله

لا تكوني عونًا للشيطان على المسلمين

وكوني امرأة صالحة

ذات دين ... وحياء ... وعفة

***

الخميس، 29 مارس 2012

ما حكم من أتى زوجته وقد طهرت من الحيض لكنها لم تغتسل؟ الشيخ: محمد بن هادي المدخلي حفظه الله


السؤال:
وهذا أيضا عدة سؤالات من اليمن يقول ما حكم من أتى زوجته وقد طهرت من الحيض لكنها لم تغتسل؟

الجواب:
الله - جل وعلا – يقول : (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىٰ يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ) فالأول يطهرن المراد به إنقطاع الدم والثاني يتطهرن المراد به رفع هذه الحاله هذه الصور صورة الأذي ( قُلْ هُوَ أَذًى) فإذا تطهرت أتيتها أما إذا واقعتها ولم تغتسل بعد فعليك التوبة إلى الله - تبارك وتعالى -.


للسماع :

http://ar.miraath.net/sites/default/...8%B3%D9%84.mp3

الاثنين، 26 مارس 2012

ضرب النساء خلق ذميم / فضيلة الشيخ محمد بن هادي المدخلي


حقوق الزوجين بين الإفراط والتفريط

قال العلامة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمة الله تعالى عليه :

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد خاتم النبيين وإمام المتقين، وعلى آله وأصحابه ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، أما بعد:

فإن هذا هو اللقاء الحادي والعشرون من اللقاءات الشهرية التي ينظمها مكتب الدعوة في عنيزة في الجامع الكبير، وقد رأينا -ولله الحمد- ولمسنا من كثير من الناس ما لهذا اللقاء من الفائدة، لو لم يكن فيه إلا أن الحاضرين يُلقون من الأسئلة ما يحتاجون إلى بيانها، وقد يكون الجواب على السؤال يحتاج إلى لقاء كامل؛ لأنه سؤال يحتاج إلى التفصيل في جوابه، وهذا ما نعد به إن شاء الله تعالى، أننا عند السؤال الذي يحتاج إلى تفصيل وجواب وبسط سوف نتخذ ذلك بعون الله.

موضوع اللقاء الذي نفتتح فيه لقاءنا هذا هو ما يتعلق بالنكاح والطلاق وما إلى ذلك، وسبق لنا في لقاء سابق الحث على تقليل المهور، وبينا أن ذلك هو السنة، وأنه سبب للبركة، وأنه سبب لقطع النزاع، وأنه سبب لكون الزوج إن رضي عن زوجته أمسكها بمعروف، وإن فارقها فارقها بإحسان.

أما الآن فإننا نتكلم عن حقوق الزوجين بعضهما مع بعض، وقد أشار الله إليه في القرآن إجمالاً، فقال: { وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً } [النساء:19] وقال تعالى: { وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ } [البقرة:228] أي: لهن على الرجال مثل الذي عليهن للرجال بالمعروف والعدل والاستقامة.
وهذا الذي ذكره الله عز وجل يجب على الإنسان أن يعتني به، وأن يقوم به، وألا يفرط فيه؛ لأنه توجيه من لدن حكيم خبير، ولأنه سبب للألفة ودوام للسعادة، لأن كل واحد من الزوجين يعامل الآخر بما يحب أن يعامله به، وما أكثر ما يحصل من النزاع بين الزوجين إذا ساءت العشرة، حتى إن بعض الناس يُضطر إلى أن يطلق أم أولاده من أجل كلمة واحدة نابية أو فعلٍ لا يرضاه، فيكون بمنزلة المرأة التي قال عنها النبي عليه الصلاة والسلام: ( لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقاً رضي منها خلقاً آخر ) وأخبر أيضاً: ( أن النساء يكثرن اللعن ويكفرن العشير -أي: الزوج- إذا أحسنت إلى إحداهن مدى الدهر ثم رأت سيئة واحدة، قالت: ما رأيت خيراً قط ) أصبح الآن بالعكس، صار الرجال بعضهم بمنزلة النساء، إذا حصل من زوجته ما يغضبه مرة واحدة كسرها وطلقها، ثم يُندِّمه الشيطان ويأتي إلى أبواب العلماء يسأل: هل له من رجعة؟ بعد أن وقع في فخ الشيطان يأتي ويقول: هل له من رجعة؟ ولو أن الإنسان قارن بين السيئات والحسنات في الزوجة التي جعلها الله عز وجل ليسكن الإنسان إليها، وجعل بين الزوجين مودة ورحمة، لو قارن بين السيئات والحسنات، لوجد أن الحسنات أضعاف أضعاف في غالب النساء بل في أكثر النساء، فالواجب المعاشرة بالمعروف.

ثم إذا خاف الزوج نشوز امرأته وعدم قيامها بالواجب، فقد أرشد الله سبحانه وتعالى إلى ثلاثة طرق:
- قال: { وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ } [النساء:34] أي: ذكروهن وخوفوهن بالله، وبينوا لهن حق الزوج، فإن استقمن فذلك المطلوب
– وإلا: { وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ } [النساء:34] أي: ليلة لا يبيت عندها في الفراش، يذهب يميناً وشمالاً أو في غرفة أخرى لعلها تتأدب؛ لأن هجرها في الفراش قد يكون أشد عليها من كل شيء، فإن حصل المطلوب فهذا هو المطلوب
- وإلا: { وَاضْرِبُوهُنَّ } [النساء:34] لكن اضربوهن ضرباً غير مبرح، ضرباً يحصل به الأدب ولا يحصل به الألم والأذى
{ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً } [النساء:34] أي: لا تطلبوا سبيلاً مرة أخرى فتذكروا المرأة: فعلت كذا، فعلت كذا، فعلت كذا، لا؛ إذا أطعنكم وعادت المياه إلى مجاريها، ولا يجوز للإنسان أن يذكر شيئاً مما مضى؛ لأن ذكر شيء مما مضى يجدد العداوة والبغضاء، ولهذا قال: { فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً } [النساء:34] اذكروا علو الله عليكم، واذكروا كبرياءه عليكم، لا تتكبروا ولا تعلوا على هؤلاء النساء المسكينات؛ لأن الله تعالى فوقكم.

ثم إن من الواجب للزوجة على زوجها: الإنفاق بالمعروف كسوة مسكن طعام شراب، يجب عليه أن ينفق عليها بالمعروف، وهذه النفقة يجب أن يبذلها بطيب نفس، وبدون منة، وبدون تكره لبذلها؛ لأنه حق واجب عليه، ومع هذا يؤجر ويثاب عليه، قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لـ سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه: ( واعلم أنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت عليها -أي: جاءك أجر- حتى ما تجعله في فم امرأتك ).
إذاً هو يؤدي واجباً عن نفسه، ويصلح ما بينه وبين أهله، ويثاب على ذلك، وقوله: ( حتى ما تجعله في فم امرأتك ) أي: حتى اللقمة الواحدة تجعلها في فم امرأتك تثاب على هذا، مع أن الإنفاق واجب، ومع ذلك لك فيه أجر.

فإن كان الزوج شحيحاً لا يعطيها ما يكفيها بالمعروف، وهي قائمة بواجبه، فلها أن تأخذ من ماله بغير علمه، لكن بالمعروف، أفتى بذلك إمام المفتين محمد رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فإن هند بنت عتبة جاءت تشكو إليه زوجها أبا سفيان ، وقالت: إنه رجل شحيح لا يعطيني ما يكفيني وولدي، قال: ( خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف ) فأذن لها، سواء بعلمه أو بغير علمه؛ لأن هذا حق واجب لها.
لكن لو فرض أنها نشزت فحينئذٍ له أن يمنع ما يمنع من النفقة تأديباً لها.

الشيخ ابن عثيمين اللقاء الشهري [21]
المصدر

«نصيحة وفتاوى للمرأة المسلمة» للعلامة صالح الفوزان - حفظه الله -

الأحد، 25 مارس 2012

مجموعة فتاوى تخص الاعراس الجزائرية خاصة للشيخ فركوس حفظه الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نظرا لا همية الموضوع احببت نشر هذه الفتاوى ...نسال الله ان يجعلها في ميزان حسنات الشيخ.

الجواب:http://www.fatawaferkous.com/fatawa_...01_01.rm).html
2-هل يجوز التجول بالعروس في يوم زفافها إلى العريس و عدم اختصار الطريق بها إلى بيت زوجها و
هل تجوز هذه الأصوات المنبهة للسيارات؟
الجواب:http://www.fatawaferkous.com/fatawa_...01_02.rm).html
3-هل يجوز ضرب الرصاص في العرس؟
الجواب:http://www.fatawaferkous.com/fatawa_...01_03.rm).html
4-هل يجوز العرس بدون ضرب الدف؟
الجواب:http://www.fatawaferkous.com/fatawa_...01_04.rm).html
5-هل يجوز إستعمال شريط الأناشيد في العرس؟
الجواب:http://www.fatawaferkous.com/fatawa_...01_05.rm).html
6-إذا كان على العريس دين فهل تجب عليه الوليمة؟
الجواب:http://www.fatawaferkous.com/fatawa_...01_06.rm).html
7-هل يجوز إستدعاء جيران ليسوا من المصلين إلى الوليمة؟
الجواب:http://www.fatawaferkous.com/fatawa_...01_07.rm).html
8-إذا وجد الزوج زوجته حائضا ليلة زفافها فهل يصل ركعتين وحده؟
الجواب:http://www.fatawaferkous.com/fatawa_...01_09.rm).html
9-كثير من النساء في يوم زفافهن يقمن بما يسمى بالتصديرة و يوجد معها عادة ألا و هي الحنة, فما حكم هذه العادة؟
الجواب:
1-هل تجوز تخصيص سيارة جميلة و تزيينها بقطع من قماش؟
http://www.fatawaferkous.com/fatawa_...01_10.rm).html

كيف يتعامل الشخص السلفي مع أسرته العوام ؟يجيبك الشيخ عبيد الجابري حفظه الله

كيف يتعامل الشخص السلفي مع أسرته العوام ؟
فضيلة الشيخ عبيد الجابري- حفظه الله-

تحميل

أولاً: حسب تجربتي أن العوام من أهل الفطرة السليمة ، يُحبون من ينصح لهم ، ويتحبب إليهم ، ويتعامل معهم بالحكمة ، يحبونه بقدر ما يبين لهم من أحكام الله سبحانه وتعالى هذا شيءٌ جربناه، وجربه غيرنا .
ثانياً: في خاصتك ، أنت أَلِن لهم الخِطاب ، وأظهر طلاقة الوجه والابتسام الحسن في وجوههم وحدثهم عن ما تعرف من أحكام الله شيئاً فشيئاً ، ولا تجرهم بالقوة ؛ لأنهم شبوا وشابوا على أمرٍ معين ، فإذا أردت أن تجذبهم إليك بالقوة وتنزعه من نفوسهم بشدة فسوف ينقلب لك ظهر المجن ويُصبح الأمر عكسياً ستستحيل عندهم إلى عدو ولا يقبلون منك فخاطبهم بالتي هي أحسن وحدثهم بما يمكنهم فهمه من أحكام الله عز وجل ، نعم .

. . للنساء . . ๑ « ذات زوج » فـقـط !

. . للنساء . . ๑ « ذات زوج » فـقـط !

الْسَّلامِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ الْلَّهِ

خِدْمَةِ الزَّوْجَةِ لِزَوْجِهَا


الْحَلَقَةُ .. الْأُوْلَىْ

الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِيْنَ، وَالْصَّلاةُ وَالْسَّلامُ عَلَىَ أَشْرَفِ الْأَنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِيِنَ، نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَىَ آَلِهِ وَصَحْبِهِ الْطَّيِّبِينَ الْطَّاهِرِيْنَ. أَمَّا بَعْدُ:

فَقَدْ جَاءَ فِيْ "الْمَوْسُوْعَةُ الْفِقْهِيَّةُ الْكُوَيْتِيَّةِ" (19/44): "لَا خَلَافَ بَيْنَ الْفُقَهَاءِ فِيْ أَنَّ الْزَّوْجَةَ يَجُوْزُ لَهَا أَنْ تَخْدِمَ زَوْجَهَا فِيْ الْبَيْتِ ، سَوَاءٌ أَكَانَتْ مِمَّنْ تُخْدَمُ نَفْسِهَا أَوْ مُمِنْ لَا تَخْدِمُ نَفْسَهَا.

وَلَكِنَّ اخْتَلَفَ الْفُقَهَاءُ فِيْ وُجُوْبِ خِدْمَةِ الزَّوْجَةِ لِزَوْجِهَا.



فَذَهَبَ الْجُمْهُوْرُ ( الْشَّافِعِيَّةُ وَالْحَنَابِلَةُ وَبَعْضُ الْمَالِكِيَّةِ ): إِلَىَ أَنْ خِدْمَةِ الْزَّوْجِ لَا تَجِبُ عَلَيْهَا، وَأَضَافَ الْحَنَابِلَةُ فَقَالُوَا:
لَكِنْ الْأَوْلَى لَهَا فِعْلُ مَا جَرَتْ الْعَادَةُ بِقِيَامِهَا بِهِ، لِأَنَّهُ الْعَادَةِ وَلَا تَنْتَظِمُ المَعِيْشَةِ مِنْ دُوْنِهِ وَلَا تَصْلُحُ الْحَالِ إِلَا بِهِ.

وَحَيْثُ أَنَّ حِجَّةً هَذَا الْقَوْلَ لَيْسَتْ بِالْقوّيّةً ـ لِمَا سَيَأْتِيَ مِنْ أَدِلَّةِ الْقَوْلَ الْثَّانِيَ ـ أَعْرَضْنَا عَنْ الاسْتِطْرَادُ فِيْ ذَلِكَ وَنَكْتَفِيْ بِالْإِشَارَةِ وَالِاخْتِصَارُ وَالْإِجْمَالِ لَمَّا ذَهَبُوْا إِلَيْهِ، فَغَايَةُ اسْتِدْلَالُهُمْ أَنَّهُمْ يَقُوْلُوْنَ:

أَنَّ الْمَعْقُوْدَ عَلَيْهِ مِنْ جِهَةِ الْزَّوْجَةِ هُوَ الِاسْتِمْتَاعُ بِهَا، لَا الِاسْتِخْدَامِ وَبَذْلُ الْمَنَافِعِ ، لِأَنَّ عَقْدَ الْنِّكَاحِ إِنَّمَا اقْتَضَى الِاسْتِمْتَاعِ، فَلَا يَمْلِكُ غَيْرَهُ مِنْ مَنَافِعِهَا.

وَقَالُوْا: وَالْأَحَادِيْثُ الْمَذْكُوْرَةُ إِنَّمَا تَدُلُّ عَلَىَ الْتَّطَوُّعِ وَمَكَارِمُ الْأَخْلَاقِ.

يَعْنُوْنَ حَدِيْثُ عَلِيٍّ وَقِصَّةُ فَاطِمَةُ رَضِيَ الْلَّهُ عَهُمَا جَمِيْعَا عِنْدَمَا طَلَبَتْ مِنْ رَسُوْلِ الْلَّهِ صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَادِمَا لِمَا تَلْقَىَ مِنْ تَعَبِ الْخِدْمَةِ، وَسَيَأْتِيَ مَعَنَا فِيْ أَدِلَّةِ أَصْحَابُ الْمَذْهَبِ الْثَّانِيَ الْقَائِلِيْنَ بِوُجُوْبِ الْخِدْمَةِ، وَهُوَ يَرُدُّ عَلَىَ اسْتِدْلَالِ الْمَذْهَبِ الْأَوَّلِ، وَلَيْسَ مَعَهُمْ فِيْهِ حُجَّةٌ لِمَذْهَبِهِمْ.

هَذَا غَايَةُ مَا عِنْدَ أَصْحَابِ هَذَا الْمَذْهَبِ رَحِمَهُمْ الْلَّهُ تَعَالَىْ مِنْ حُجَجِ، وَسَيَأْتِيَ ـ ضِمْنَ إِيْرَادِنا أَدِلَّةُ الْقَائِلِيْنَ بِوُجُوْبِ الْخِدْمَةِ مِنْ الْزَّوْجَةِ لِزَوْجِهَا ـ الْرَّدِّ عَلَىَ قَوْلِهِمْ أَنَّ الْمَعْقُوْدَ عَلَيْهِ هُوَ الِاسْتِمْتَاعُ، وَأَنْ الْأَحَادِيْثِ إِنَّمَا تَدُلُّ عَلَىَ الْتَّطَوُّعِ.




وَالْمَذْهَبُ الْثَّانِيَ: ذَهَبَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ ـ كَالْحَنَفِيَّةِ وَجُمْهُورُالْمَالْكِيّةً وَهُوَ قَوْلُ أَبِيْ ثَوْرٍ وَأَبِيَّ بَكْرِ بْنُ أَبِيْ شَيْبَةَ وَأَبِيَّ إِسْحَاقَ الْجُوْزَجَانِيُّ، وَهوَاخْتِيَارٍ شَيْخٌ الْإِسْلَامِ ابْنَ تَيْمِيَّةَ وَتِلْمِيْذِهِ ابْنِ الْقَيِّمِ وَفِيْ كَلَامِ ابْنِ حَجَرٍ إِشَارَةِ لِمُوَافَقَتِهِ لِهَذَا الْمَذْهَبِ، وَهُوَ قَوْلُ الْأَلْبَانِيُّ وَالْعُثَيْمِيْنَ رَحِمَهُمَا الْلَّهُ جَمِيْعا ـ إِلَىَ وُجُوْبِ خِدْمَةِ الزَّوْجَةِ لِزَوْجِهَا الْخِدْمَةِ الْبَاطِنِيَّةِ: كَالْعَجِيْنِ، وَالْطَّبْخِ، وَالْفَرْشُ، وَكَنْسُ الْبَيْتِ، وَاسْتِقَاءِ الْمَاءِ، وَعَمِلَ الْبَيْتِ كُلِّهِ.

وَهَذِهِ بَعْضُ أَدِلَّةُ هَذَا الْمَذْهَبُ:

الْأَدِلَّةِ مِنَ الْقُرْآَنِ:

الْدَّلِيلُ الْأَوَّلُ: قَالَ تَعَالَىْ: (وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِيْ عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوْفِ وَلِلْرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ). [الْبَقَرَةِ: 228].

قَالَ الْحَافِظُ ابْنُ كَثِيْرٍ رَحِمَهُ الْلَّهُ فِيْ تَفْسِيْرِهِ لِهَذِهِ الْآَيَةِ:"أَيُّ: وَلَهُنَ عَلَىَ الْرِّجَالِ مِنَ الْحَقِّ مِثْلَ مَا لِلْرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ فَلْيُؤَدِّ كُلّ وَاحِدِ مِنْهُماإِلَىْ الْآَخَرِ مَا يَجِبُ عَلَيْهِ بِالْمَعْرُوْفِ". انْتَهَىَ.

فَعُمُومُ هَذِهِ الْآَيَةَ يَقْتَضِيَ أَنَّهُ يَجِبُ عَلَىَ الْمَرْأَةِ الْخِدْمَةِ دَاخِلَ الْبَيْتِ كَمَا أَنَّ عَلَىَ الْرَّجُلِ الْخِدْمَةِ خَارِجَهُ لِلْإِنْفَاقِ عَلَىَ الْمَرْأَةِ، أَمَّا الِاسْتِمْتَاعِ فَهُوَ حَقٌّ مُشْتَرَكٌ بَيْنَهُمَا، وَفِيْ هَذَا رَدٌّ عَلَىَ مَنْ قَالَ: " أَنَّ الْمَعْقُوْدَ عَلَيْهِ مِنْ جِهَةِ الْزَّوْجَةِ هُوَ الِاسْتِمْتَاعُ بِهَا، وَمَنْفَعَةُ الْبُضْعِ".

الْدَّلِيْلُ الْثَّانِيْ: قَالَ تَعَالَىْ: (الْرِّجَالُ قَوَّامُوَنَ عَلَىَ الْنِّسَاءِ). [الْنِّسَاءِ:34].

قَالَ الْحَافِظُ ابْنُ كَثِيْرٍ رَحِمَهُ الْلَّهُ فِيْ تَفْسِيْرِهِ لِهَذِهِ الْآَيَةِ أَيْ: الْرَّجُلُ قَيِّمٌ عَلَىَ الْمَرْأَةِ، وَهُوَ رَئِيْسَهَا وَكَبِيْرِهَا وَالْحَاكِمُ عَلَيْهَا...، فَنَاسَبَ أَنْ يَكُوْنَ قَيِّما عَلَيْهَا؛ كَمَا قَالَ الْلَّهُ تَعَالَىْ: {وَلِلْرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ} الْبَقَرَةِ: 288، أَيُّ: فِيْ الْفَضِيْلَةِ وَالْخَلْقُ، وَالْمَنْزِلَةَ، وَطَاعَةُ الْأَمْرَ، وَالْإِنْفَاقِ، وَالْقِيَامَ بِالْمَصَالِحِ".


الْأَدِلَّةِ مِنَ الْسَّنَةِ:

وَهُوَ الْدَّلِيلُ الْثَّالِثُ فِيْ الْبَابِ: مِنْ حَدِيْثِ عَلِيٌّ رَضِيَ الْلَّهُ عَنْهُ أَنَّ فَاطِمَةَ رَضِيَ الْلَّهُ عَنْهَا أَتَتْ الْنَّبِيَّ صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَشْكُوَ إِلَيْهِ مَا تَلْقَىَ فِيْ يَدِهَا مِنْ الْرَّحَىَ وَبَلَغَهَا أَنَّهُ جَاءَهُ رَقِيْقٌ فَلَمْ تُصَادِفْهُ فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لِعَائِشَةَ فَلَمَّا جَاءَ أَخْبَرَتْهُ عَائِشَةُ، قَالَ: فَجَاءَنَا وَقَدْ أَخَذْنَا مَضَاجِعَنَا فَذَهَبْنَا نَقُوْمُ، فَقَالَ: عَلَىَ مَكَانِكُمَا، فَجَاءَ فَقَعَدَ بَيْنِيْ وَبَيْنَهَا حَتَّىَ وَجَدْتُ بَرْدَ قَدَمَيْهِ عَلَىَ بَطْنِيّ، فَقَالَ: (أَلَا أَدُلُّكُمَا عَلَىَ خَيْرٍ مِمَّا سَأَلْتُمَا ؟ إِذَا أَخَذْتُمَا مَضَاجِعَكُمَا أَوْ أَوَيْتُمَا إِلَىَ فِرَاشِكُمَا فَسَبِّحَا ثَلَاثا وَثَلَاثِيَنَّ وَاحْمَدَا ثَلَاثا وَثَلَاثِيَنَّ وَكَبِّرَا أَرْبَعا وَثَلَاثِيَنَّ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمَا مِنْ خَادِمٍ) قَالَ عَلِيٌّ: فَمَا تَرَكْتُهَا بَعْدُ. قِيَلَ وَلَا لَيْلَةَ صِفِّيْنَ؟ قَالَ: وَلَا لَيْلَةَ صِفِّيْنَ. احْمَدُ (1/144)، وَالْبُخَارِيُّ (5046، 5047)

وَجْهُ الِاسْتِدْلَالِ فِيْ الْحَدِيْثِ: أَنَّ فَاطِمَةَ كَانَتْ تُشْتَكَىَ مَا تَلْقَىَ مِنَ الْخِدْمَةِ، وَتَأْثِيْرٌ الْرَّحَىَ فِيْ يَدِهَا، فَلَمْ يَقُلْ الْنَّبِيُّ صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَلِيٍّ رَضِيَ الْلَّهُ عَنْهُ: لَا خِدْمَةَ عَلَيْهَا، وَإِنَّمَا هِيَ عَلَيْكِ، وَهُوَ صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يُحَابى فِيْ الْحُكْمِ أَحَدا.

وَفِيْ هَذَا رَدٌّ عَلَىَ مَنْ قَالَ: أَنْ الْأَحَادِيْثِ إِنَّمَا تَدُلُّ عَلَىَ الْتَّطَوُّعِ فِيْ الْخِدْمَةِ مِنْ قَبْلُ الْزَّوْجَةِ. فَلَوْ كَانَ الْحَدِيْثُ هَذَا يَدُلُّ عَلَىَ الْتَّطَوُّعِ لَأَفَادَ الْنَّبِيِّ صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِذَلِكَ وَلَمَا نَصَحَ فَاطِمَةَ بِتِلْكَ الْكَلِمَاتِ كَيْ تَكُوْنْ لَهَا عَوْنا وَنَشَاطَا عَلَىَ خِدْمَتِهَا بَيْتِهَا وَزَوْجُهَا، وَإِنَّمَا كَانَ يَكْفِيْهِ أَنْ يُوَجِّهَ عَلَيَّ رَضِيَ الْلَّهُ عَنْهُ بِأَنَّ يَحْضُرُ لَهَا خَادِمٌ يُسَاعِدُهُا، أَوْ كَانَ بِإِمْكَانِهِ صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُعْطِيَهَا مِنْ الْرَّقِيْقِ الَّذِيْ جَاءَهُ؛ فَيَنْقَضِيَ الْأَمْرِ، وَلَمَّا لَمْ يَفْعَلْ لَا هَذِهِ وَلَا ذِيْكْ، وَإِنَّمَا وَجْهِهَا لِتَكُ الْكَلِمَاتّ؛ عُلِّمْ أَنْ خِدْمَةِ الْزَّوْجِ وَالْبَيْتِ عَلَىَ الْزَّوْجَةِ.

الْدَّلِيلِ الْرَّابِعُ: عَمْرِوٍ بْنِ الْأَحْوَصِ رَضِيَ الْلَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُوْلَ الْلَّهِ صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( .. أَلَا وَاسْتَوْصُوا بِالْنِّسَاءِ خَيْرا فَإِنَّمَا هُنَّ عَوَانٍ عِنْدَكُمْ ..). الْتِّرْمِذِيُّ (1163، 3087)، وَالْنَّسَائِيُّ فِيْ "الْكُبْرَىَ"(9169) وَاصْلَهُ فِيْ مُسْلِمٍ.

فِيْ هَذَا أَخْبَرَ الْرَّسُوْلُ صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ الْمَرْأَةَ عَانِيَةً عِنْدَ الْرَّجُلِ، وَالْعَانّىْ: الْأَسِيرِ، وَلَا شَكَّ أَنَّ مَرْتَبَةَ الْأَسِيرِ خِدْمَةُ مَنْ هُوَ تَحْتَ يَدِهِ، وَلَا رَيْبَ أَنّ النِّكَاحِ نَوْعٌ مِنْ الْرَّقِّ، وَلِهَذَا جَاءَ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ الْنِّكَاحِ رَقٍّ فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ عِنْدَ مَنْ يُرِقّ كَرِيْمَتَهُ.

وَجْهٍ الِاسْتِدْلَالِ مِنْ الْحَدِيْثِ: أَنَّ الْمَرْأَةَ أَسَيْرَةُ عِنْدَ زَوْجِهَا وَالْأَسِيرُ حَقِّهِ أَنْ يَخْدُمَ سَيِّدِهِ. وَالْزَّوْجُ سَيِّدُ لِلْمَرْأَةِ، قَالَ تَعَالَىْ: (وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَىَّ الْبَابِ). [يُوَسُفَ: 25].

وَقَدْ أَبَاحَ الْلَّهُ لِلْرَّجُلِ بِنَصِّ الْقُرْآَنِ أَنَّ يَضْرِبُهَا وَإِنَّمَا يُؤَدِّبُ غَيْرِهِ مِنْ لَهُ عَلَيْهِ وِلَايَةِ فَإِذَا كَانَ الْزَّوْجِ مُؤْتَمَنَا عَلَيْهَا وَلَهُ عَلَيْهَا وَلَايَةُ وَجَازَ ضَرَبَهَا لِلْتَّأْدِيبِ، فَمَنْ بَابُ أْولَى أَنْ تَكُوْنَ لَهُ عَلَيْهَا خِدْمَتُهُ فِيْ بَيْتِهِ وُشُؤُوَنِهِ.

الْدَّلِيلِ الْخَامِسُ: عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ الْلَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: قَالَ لِيَ رَسُوْلُ الْلَّهِ صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (نَاوِلِيَنِّي الْخُمْرَةَ مِنْ الْمَسْجِدِ). أَحْمَدُ (2/70)، وَمُسْلِمٌ (298).

وَعَنْهَا رَضِيَ الْلَّهُ عَنْهَا أَنَّ رَسُوْلَ الْلَّهِ صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهَا: (يَا عَائِشَةُ هَلُمِّيْ الْمُدْيَةَ) ثُمَّ قَالَ: (اشْحَذِيْهَا [استَحْدَيُّهَا] بِحَجَرٍ). أَحْمَدُ (6/78)، وَمُسْلِمٌ (1967).

هَذِهِ الْأَحَادِيْثِ بَيَّنْتُ أَنَّ الْنَّبِيَّ صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتُخْدِمَ نِسَاءَهُ لِشُؤُونِهِ وَخِدْمَتِهِ.


الْأَدِلَّةِ مِنَ الْآَثَارِ:

وَهُوَ الْدَّلِيلُ الْسَّادِسُ فِيْ الْبَابِ: عَنِ أُمَّ الْمُؤْمِنِيْنَ عَائِشَةَ رَضِيَ الْلَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: "كُنَّا نُعِدُّ لِرَسُوْلِ الْلَّهِ صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سِوَاكَهُ وَطَهُوْرَهُ فَيَبْعَثُهُ الْلَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِمَا شَاءَ انْ يَبْعَثَهُ مِنَ الْلَّيْلِ ..". احْمَدُ (5/53)، وَمُسْلِمٌ (746).

الْدَّلِيلِ الْسَّابِعِ: عَنْ أّمّ الْمُؤْمِنِيْنَ مَيْمُوْنَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ رَضِيَ الْلَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: "وَضَعْتُ لِرَسُوْلِ الْلَّهِ صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَاءً يَغْتَسِلُ بِهِ [غُسْلا]. الْبُخَارِيُّ (262، 263)، وَاحْمَدِ (6/336)..

فَهَؤُلَاءِ أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِيْنَ كُنْ يُقِمْنَ عَلَىَ خِدْمَةِ بَيْتِ رَسُوْلِ الْلَّهِ-صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُنَّ مِنْ أَهْلِ الْشَّرَفِ وَالْسُّؤْدُدِ.

الْدَّلِيلِ الْثَّامِنُ: فِيْ الْأَثَرِ عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِيْ بَكْرٍ رَضِيَ الْلَّهُ عَنْهُمَا قَالَتْ: تَزَوَّجَنِيَ الْزُّبَيْرُ وَمَا لَهُ فِيْ الْأَرْضِ مِنْ مَالٍ وَلَا مَمْلُوْكٍ وَلَا شَيْءٍ غَيْرَ نَاضِحٍ وَغَيْرَ فَرَسِهِ فَكُنْتُ أَعْلِفُ فَرَسَهُ وَأَسْتَقِيَ الْمَاءَ وَأَخْرِزُ غُرْبَةَ وَأَعْجِنُ وَلَمْ أَكُنْ أُحْسِنُ أَخْبِزُ وَكَانَ يَخْبِزُ جَارَاتٌ لِيَ مِنْ الْأَنْصَارِ وَكُنَّ نِسْوَةَ صِدْقٍ وَكُنْتُ أَنْقُلُ الْنَّوَىَ مِنْ أَرْضِ الْزُّبَيْرِ الَّتِيْ أَقْطَعَهُ رَسُوْلُ الْلَّهِ صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَىَ رَأْسِيٌّ وَهِيَ مِنِّيْ عَلَىَ ثُلُثَيْ فَرْسَخٍ فَجِئْتُ يَوْما وَالْنَّوَىَ عَلَىَ رَأْسِيٌّ فَلَقِيْتُ رَسُوْلَ الْلَّهِ صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهُ نَفَرٌ مِنْ الْأَنْصَارِ فَدَعَانِيْ ثُمَّ قَالَ أَخٌ أَخٌ لِيَحْمِلَنِي خَلْفَهُ فَاسْتَحْيَيْتُ أَنْ أَسِيْرَ مَعَ الْرِّجَالِ وَذَكَرْتُ الْزُّبَيْرَ وَغَيْرَتَهُ وَكَانَ أَغْيَرَ الْنَّاسِ فَعَرَفَ رَسُوْلُ الْلَّهِ صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنِّيْ قَدْ اسْتَحْيَيْتُ فَمَضَىْ فَجِئْتُ الْزُّبَيْرَ فَقُلْتُ لَقِيَنِيْ رَسُوْلُ الْلَّهِ صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَىَ رَأْسِيٌّ الْنَّوَىَ وَمَعَهُ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِهِ فَأَنَاخَ لِأَرْكَبَ فَاسْتَحْيَيْتُ مِنْهُ وَعَرَفْتُ غَيْرَتَكَ فَقَالَ وَالْلَّهِ لَحَمْلُكِ الْنَّوَىَ كَانَ أَشَدَّ عَلَيَّ مِنْ رُكُوْبِكِ مَعَهُ قَالَتْ حَتَّىَ أَرْسَلَ إِلَيَّ أَبُوْ بَكْرٍ بَعْدَ ذَلِكَ بِخَادِمٍ يَكْفِيْنِيْ سِيَاسَةَ الْفَرَسِ فَكَأَنَّمَا أَعْتَقَنِي". الْبُخَارِيُّ (4926)، وَمُسْلِمٌ (2182).

وَلِمُسْلِمٍ: أَنَّ أَسْمَاءَ قَالَتْ: "كُنْتُ أَخْدُمُ الْزُّبَيْرَ خِدْمَةَ الْبَيْتِ وَكَانَ لَهُ فَرَسٌ وَكُنْتُ أَسُوْسُهُ فَلَمْ يَكُنْ مَنْ الْخِدْمَةِ شَيْءٌ أَشَدَّ عَلَيَّ مِنْ سِيَاسَةِ الْفَرَسِ كُنْتُ أَحْتَشُّ لَهُ وَأَقُوْمُ عَلَيْهِ وَّأَسُوْسُهُ".

وَجْهٍ الِاسْتِدْلَالِ مِنْ هَذَا الْأَثَرِ عَلَىَ أَنْ خِدْمَةِ الْبَيْتِ مَنُوْطٌ بِالْمَرْأَةِ:

أَوَّلَا: عِتَابِهَا عَلَىَ نَفْسِهَا فِيْ عَدَمِ اتْقَانُهَا صَنَعَ الْخُبْزَ، وَامْتِدَاحِهَا جَارَاتِهَا الْأَنْصَارِيَّاتِ لِمَا سَاعْدُنْهَا فِيْمَا لَمْ تُحْسِنْهُ؛ فُعُلِمَ أَنَّهَا احْتَسَبَتْهُ مِنْ وَظَائِفَهَا وَمَنْ أَوْلَوِيَّاتٌ أَعْمَالِهَا.

ثَانِيَا: لِقَاءَ الْنَّبِيِّ صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَهَا فِيْ الْطَّرِيْقِ وَهِيَ تَحْمِلُ الْنَّوَىَ [ عَلَفٌ الْبَهِيمَةِ] عَلَىَ رَأْسِهَا عَلَىَ بُعْدٍ ثُلُثَيْ فَرْسَخٍ مِنْ بَيْتِهَا؛ وَلَمْ يُنْكِرْ فَعَلَهَا هَذَا، وَلَمْ يَعْتِبُ عَلَىَ الْزُّبَيْرِ فِيْ ذَلِكَ ايْضا وَلَمْ يَأْمُرْهُ بِإِتْيَانِ خَادِمٌ لِخِدْمَةِ بَهَائِمِهِ، مَعَ الْمُلَاحَظَةِ أَنْ الَّذِيْ قَامَتْ بِهِ مِنْ الْخِدْمَةِ لِعَلَفِ الْبَهَائِمِ لَيْسَتْ بِالتَّأْكِيْدِ خِدْمَةِ بَاطِنِيَّةِ مِنْ شُؤُوْنِ الْبَيْتِ، فَعُلِمَ مِنْ هَذَا الْإِقْرَارَ مِنْهَا وَخِدْمَتِهَا هَذِهِ، وَاقَرَارٍ الْنَّبِيِّ صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَدَمِ انْكَارُهُ؛ انّ هَذِهِ مِنْ أَعْمَالِ الْمَرْأَةُ الْمُتَعَارَفِ عَلَيْهَا. وَالْنَّبِيُّ صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَوْ رَأَىَ انَّهُ مِنْ الْظُّلْمِ لَمَّا سَكَتَ عَنْهُ.

ثَالِثَا: قَوْلِهَا: "أَرْسَلَ إِلَيَّ أَبُوْ بَكْرٍ بَعْدَ ذَلِكَ بِخَادِمٍ يَكْفِيْنِيْ سِيَاسَةَ الْفَرَسِ" عُلِّمْ مِنْ هَذَا أَنَّهَا أُقِرَّتْ بِوَاجِبَاتِهَا الْمَنْزِلِيَّةِ وَانْ خِدْمَتِهَا لِزَوْجِهَا فِيْ شُؤُوْنِ الْبَيْتِ وَاجِبَةٌ، وَكَذَلِكَ يُفْهَمُ مِنْ سَبَبٍ إِرْسَالِ أَبِيْ بَكْرٍ الْخَادِمِ لِسِيَاسَةِ الْفَرَسَ فَقَطْ؛ أَنَّ أَعْمَالَ الْبَيْتِ عَلَىَ الْزَّوْجَةِ وَمَنْ لَوَازِمِ خِدْمَتِهَا لِزَوْجِهَا، لِذَلِكَ لَمْ يُرْسِلِ الْخَادِمِ لِخِدْمَتِهَا مُطْلَقا.

قَالَ الْعَيْنِيُّ فِيْ عُمْدَةِ الْقَارِىءُ (20/208): "وَاسْتَدَلَّ قَوْمِ بِهَذِهِ الْقِصَّةِ، مِنْهُمْ أَبُوْ ثَوْرٍ ، عَلَىَ أَنَّ عَلَىَ الْمَرْأَةِ الْقِيَامِ بِجَمِيْعِ مَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ زَوْجِهَا مِنَ الْخِدْمَةِ". اهٓـ.

وَمَنْ الْأَدِلَّةِ الَّتِيْ يُسْتَأْنَسُ بِهَا عَلَىَ وُجُوْبِ خِدْمَةِ الزَّوْجَةِ لِزَوْجِهَا:

عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُوْلَ الْلَّهِ صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُوْلُ: (أَيُّمَا امْرَأَةٍ مَاتَتْ وَزَوْجُهَا عَنْهَا رَاضٍ دَخَلَتْ الْجَنَّةَ). حسنهُ الْتِّرْمِذِيُّ، وَصَحَّحَهُ الْحَاكِمُ، وَضَعَّفَهُ الْأَلْبَانِيُّ وَهُوَ الْرَّاجِحُ.

وَيُسْتَأْنَسُ لَهُ بِحَدِيْثِ: عَبْدِ الْرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ قَالَ رَسُوْلُ الْلَّهِ صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِذَا صَلَّتِ الْمَرْأَةُ خَمْسَهَا وَصَامَتْ شَهْرَهَا وَحَفِظَتْ فَرْجَهَا وَأَطَاعَتْ زَوْجَهَا قِيَلَ لَهَا أُدْخُلِيْ الْجَنَّةَ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ شِئْتِ). احْمَدُ (1/191). صَحِيْحٌ.

وَيَأْنَسُ لَهُ حَدِيْثٌ: عَنِ الْحُصَيْنِ بْنِ مِحْصَنٍ انّ عَمّةً لَهُ أَتَتِ الْنَّبِيَّ صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيْ حَاجَةٍ فَفَرَغَتْ مِنْ حَاجَتِهَا فَقَالَ لَهَا الْنَّبِيُّ صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (أَذَاتُ زَوْجٍ أَنْتِ؟) قَالَتْ: نَعَمْ: قَالَ: (كَيْفَ أَنْتِ لَهُ)، قَالَتْ: مَا أَلُوْهُ الَا مَا عَجَزْتُ عَنْهُ. قَالَ: (فَانْظُرِيْ أَيْنَ أَنْتِ مِنْهُ فَإِنَّمَا هُوَ جَنَّتُكِ وَنَارُكِ). أَحْمَدُ (4/341) صَحِيْحٌ.

فَلَا يَكُوْنُ الْزَّوْجُ رَاضٍ عَنْ زَوْجَتِهِ إِلَا إِذَا وَجَدَهَا مُتَفَانِيَةً فِيْ خِدِّمِتّةً، تَتَلَمَّسُ مَا يُسْعِدُهُ وَيُرْضِيهِ، وَلِسَانِ حَالِهَا يَقُوْلُ: "لَا أَذُوْقُ غَمْضا حَتَّىَ تَرْضَىَ".

وَلَاشَكَّ أَنَّ خِدْمَةَ الْبَيْتِ وَتَرْبِيَةِ الْأَوْلادِ وَالْكُنَّسِ وَالْطَّبْخِ وَالْقِيَامِ بِشُئُونِ الْزَّوْجِ وَمَا يَلْزَمُ عَمَلُهُ فِيْ الْبَيْتِ؛ كُلُّ هَذَا مِمَّا يُسْعِدُ الْزَّوْجِ وَيَّرِيْحُهُ مِنْ عَنَاءِ وَتَعَبَ الْحَيَاةِ.

وَفِيْ الْحَدِيْثِ الْصَّحِيْحِ عِنْدَ أَحْمَدَ (4/381)، وَابْنُ مَاجَهْ (1853) قَالَ صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( ...لَوْ كُنْتُ آَمِرا أَحَّدَا أَنْ يَسْجُدَ لِأَحَدٍ لَأَمَرْتُ الْمَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا وَلَا تُؤَدِّىَ الْمَرْأَةُ حَقَّ الْلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهَا كُلَّهُ حَتَّىَ تُؤَدِّىَ حَقَّ زَوْجِهَا عَلَيْهَا كُلَّهُ حَتَّىَ لَوْ سَأَلَهَا نَفْسَهَا وَهِىَ عَلَىَ ظَهْرِ قَتَبٍ لَأَعْطَتْهُ إِيَّاهُ).

وَمَوْطِنُ الْشَّاهِدُ مِنْ هَذَا الْحَدِيْثِ قَوْلُهُ: (حَتَّىَ تُؤَدِّىَ حَقَّ زَوْجِهَا عَلَيْهَا كُلَّهُ)، فَلَمْ يَسْتَثَنْ شَيْئا، وَمَنْ لَوَازِمِ حَقَّ الْزَّوْجِ عَلَىَ زَوْجَتِهِ كَمَا هُوَ الْعُرْفُ؛ الْقِيَامَ بِأَعْمَالِ الْبَيْتِ كُلَّهَا.

وَقَدْ بَشَّرَ الْنِبِيُّ صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْرِّجَالِ وَهِيَ بُشْرَىَ لِلْنِّسَاءِ الِلْآتِيّ تَنْطَبِقُ عَلَيْهِنَّ الْصِّفَاتِ الْوَارِدَةَ فِيْ الْحَدِيْثِ:

فَعَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ رَضِيَ الْلَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ الْلَّهِ صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( أَلَّا أُخْبِرُكُمْ بِنِسَائِكُمْ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ قَالُوْا بَلَىَ يَا رَسُوْلَ الْلَّهِ قَالَ الْوَدُوْدُ الْوَلُودُ الَّتِيْ إِنْ ظَلَمَتْ أَوْ ظُلِمَتْ قَالَتْ هَذِهِ نَاصِيَتِيْ بِيَدِكَ لَا أَذُوْقُ غَمْضا حَتَّىَ تَرْضَىَ).

وَمَنْ الْأَحَادِيْثِ الَّتِيْ يُسْتَأْنَسُ بِهَا عَلَىَ وُجُوْبِ خِدْمَةِ الزَّوْجَةِ لِزَوْجِهَا وَهِيَ مِنْ أَحَادِيْثِ الْتَّرْهِيْبِ:

عَنْ ابْنٍ عُمَرَ رَضِيَ الْلَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ الْنَّبِيُّ صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (اثْنَانِ لَا تُجَاوِزُ صَلَاتُهُمَا رُؤُوْسِهِمَا عَبْدٌ آَبِقٌ وَامْرَأَةٌ عَصَتْ زَوْجَهَا حَتَّىَ تَرْجِعَ). طصً (1/289)، طَسْ (4/67)، وَالْحَاكِمُ (4/191) وَصَحَّحَهُ، وَصَحَّحَهُ الْأَلْبَانِيُّ.

وَهْنَا الْمَعْصِيَةِ مُطْلَقَةٌ، وَتَشْمَلُ مَعْصِيَتُهَا لِزَوْجِهَا تَرَكَهَا لِلْفِرَاشِ كَمَا هُوَ مُصَرَّحٌ فِيْ أَحَادِيْثَ أُخْرَىَ وَتَشْمَلُ تَرَكَهَا خِدْمَةِ الْمَنْزِلِ وَمَا يَلْزَمُ حَسَبَ طَاقَتِهَا وَقَدَّرْتَهَا. إِذْ أَنَّ الَّلَهَ تَعَالَىْ لَا يُكَلِّفُ نَفْسا إِلَّا وُسْعَهَا.
أَقْوَالُ أَهْلِ الْعِلْمِ:

قَالَ شَيْخُ الْإِسْلامِ ابْنُ تَيْمِيَّةَ فِيْ "مَجْمُوْعِ الْفَتَاوَىً" (34/91)، وَفِيْ "الْكُبْرَىَ" (3/232، 5/480):
"تَنَازَعَ الْعُلَمَاءُ هَلْ عَلَيْهَا أَنْ تَخْدِمَهُ فِيْ مِثْلِ فِرَاشِ الْمَنْزِلِ وَمُنَاوَلَةِ الْطَّعَامِ وَالْشَّرَابِ وَالْخُبْزِ وَالْطَّحْنِ وَالْطَّعَامِ لِمَمَالِيْكِهِ وَبَهَائِمِهِ مِثْلَ عَلْفِ دَابَّتِهِ وَنَحْوِ ذَلِكَ فَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ: لَا تَجِبُ الْخِدْمَةُ وَهَذَا الْقَوْلُ ضَعِيْفٌ كَضَعْفِ قَوْلِ مَنْ قَالَ لَا تَجِبُ عَلَيْهِ الْعِشْرَةُ وَالْوَطْءُ فَانٍ هَذَا لَيْسَ مُعَاشَرَةً لَهُ بِالْمَعْرُوْفِ بَلْ الصَّاحِبُ فِيْ الْسَّفَرِ الَّذِىْ هُوَ نَظِيْرُ الْانْسَانَ وَصَاحِبُهُ فِيْ الْمَسْكَنِ إِنْ لَمْ يُعَاوِنْهُ عَلَىَ مَصْلَحَةٍ لَمْ يَكُنْ قَدْ عَاشَرَهُ بِالْمَعْرُوْفِ.

وَقِيْلَ وَهُوَ الْصَّوَابُ وُجُوْبُ الْخِدْمَةِ فَانٍ الْزَّوْجَ سَيِّدُهَا فِيْ كِتَابِ الْلَّهِ وَهْىَ عَانِيَةٍ عِنْدَهُ بِسُنَّةِ رَسُوْلِ الْلَّهِ وَعَلَىَ الْعَانِىَ وَالْعَبْدُ الْخِدْمَةِ؛ وَلِأَنَّ ذَلِكَ هُوَ الْمَعْرُوْفُ ثُمَّ مِنْ هَؤُلَاءِ مَنْ قَالَ تَجِبُ الْخِدْمَةُ الْيَسِيْرَةُ.

وَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ تَجِبُ الْخِدْمَةُ بِالْمَعْرُوْفِ وَهَذَا هُوَ الْصَّوَابُ فَعَلَيْهَا أَنْ تَخْدِمَهُ الْخِدْمَةَ الْمَعْرُوْفَةَ مِنْ مِثْلِهَا لِمِثْلِهِ وَيَتَنَوَّعُ ذَلِكَ بِتَنَوُّعِ الْأَحْوَالِ فَخِدْمَةُ الْبَدَوِيَّةِ لَيْسَتْ كَخِدْمَةِ الْقَرَوِيَّةِ وَخِدْمَةِ الْقَوِيَّهْ لَيْسَتْ كَخِدْمَةِ الضَّعِيْفَةِ.

وَالْمَعْرُوْفُ فِيْمَا لَهُ وَلَهَا هُوَ مُوَجِّبُ الْعَقْدِ الْمُطْلَقِ فَانٍ الْعُقَدِ الْمُطْلَقِ يَرْجِعُ فِيْ مُوْجِبِهِ إِلَىَ الْعُرْفِ، كَمَا يُوَجِّبُ الْعَقْدُ الْمُطْلَقُ فِيْ الْبَيْعِ الْنَّقْدَ الْمَعْرُوْفَ فَانٍ شَرَطَ أَحَدُهُمَا عَلَىَ صَاحِبِهِ شَرْطا لَا يُحَرِّمُ حَلَالا وَلَا يُحَلِّلُ حَرَاما، فَالْمُسْلِمُوْنَ عِنْدَ شُرُوْطِهِمْ فَانٍ مُوْجِبَاتِ الْعُقُوْدِ تُتَلَقَّى مِنْ الْلَّفْظِ تَارَةً وَمِنْ الْعُرْفِ تَارَةً أُخْرَىَ لَكِنَّ كِلَاهُمَا مُقَيَّدٌ بِمَا لَمْ يُحَرِّمْهُ الْلَّهُ وَرَسُوْلُهُ فَانَّ لِكُلِّ مَنْ الْعَاقِدَيْنِ أَنْ يُوْجِبَ لِلْآَخَرِ عَلَىَ نَفْسِهِ مَالَمْ يَمْنَعُهُ الْلَّهُ مِنْ ايُجَابِهُ". اهٓـ.


وَقَالَ ابْنُ الْقَيِّمِ فِيْ "الْزَّادِ" (5/186ـ187):
"قَالَ ابْنُ الْقَيِّمِ رَحِمَهُ الْلَّهُ: " فَصَلِّ : فِيْ حُكْمِ الْنَّبِيِّ صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيْ خِدْمَةِ الْمَرْأَةُ لِزَوْجِهَا:
قَالَ ابْنُ حَبِيْبٍ فِيْ "الْوَاضِحَةِ": حِكَمٌ الْنَّبِيِّ صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ عَلَىَ بِنُ أَبِىْ طَالِبٍ رَضِيَ الْلَّهُ عَنْهُ، وَبَيْنَ زَوْجَتَهُ فَاطِمَةَ رَضِيَ الْلَّهُ عَنْهَا حِيْنَ اشْتَكَيَا إِلَيْهِ الْخِدْمَةِ، فَحُكْمُ عَلَىَ فَاطِمَةَ بِالْخِدْمَةِ الْبَاطِنَةِ، خِدْمَةِ الْبَيْتِ، وَحُكْمُ عَلَىَ عَلِيٍّ بِالْخِدْمَةِ الْظَّاهِرَةِ، ثُمَّ قَالَ ابْنُ حَبِيْبٍ: وَالْخِدْمَةِ الْبَاطِنَةِ: الْعَجِينَ، وَالْطَّبْخِ، وَالْفَرْشُ، وَكَنْسُ الْبَيْتِ، وَاسْتِقَاءِ الْمَاءِ، وَعَمِلَ الْبَيْتِ كُلِّهِ.

فِيْ الْصَّحِيْحَيْنِ: ـ وَسَاقَ حَدِيْثٌ قِصَّةِ فَاطِمَةَ فِيْ الْبَابِ ـ إِلَىَ أَنْ قَالَ:
وَصَحَّ عَنْ أَسْمَاءَ أَنَّهَا قَالَتْ: كُنْتَ أَخْدِمُ الْزُّبَيْرَ خِدْمَةَ الْبَيْتِ كُلِّهِ، وَكَانَ لَهُ فَرَسٌ وَكُنْتُ أَسُوْسُهُ، وَكُنْتُ أَحْتَشُّ لَهُ، وَأَقْوَمُ عَلَيْهِ.

وَصَحَّ عَنْهَا أَنَّهَا كَانَتْ تَعْلِفُ فَرَسِهِ، وَتُسْقَى الْمَاءِ، وَتَخْرِزُ الْدَّلْوَ وَتَعْجِنُ، وَتَنْقُلُ الْنَّوَىَ عَلَىَ رَأْسِهَا مِنْ أَرْضٍ لَهُ عَلَىَ ثُلُثَيْ فَرْسَخٍ.

فَاخْتَلَفَ الْفُقَهَاءُ فِيْ ذَلِكَ، فَأَوْجَبَ طَائِفَةٌ مِنْ الْسَّلَفِ وَالْخَلَفِ خِدْمَتِهَا لَهُ فِيْ مَصَالِحِ الْبَيْتِ، وَقَالَ أَبُوْ ثَوْرٍ: عَلَيْهَا أَنْ تَخْدِمَ زَوْجَهَا فِيْ كُلِّ شَيْءٍ.

وَمَنَعَتْ طَائِفَةٌ وُجُوْبِ خِدْمَتِهِ عَلَيْهَا فِيْ شَيْءٍ، وَمِمَّنْ ذَهَبَ إِلَىَ ذَلِكَ مَالِكٌ، وَالْشَّافِعِيُّ، وَأَبُوْ حَنِيْفَةَ، وَأَهْلُ الْظَّاهِرِ، قَالُوْا: لِأَنَّ عَقْدَ الْنِّكَاحِ إِنَّمَا اقْتَضَى الِاسْتِمْتَاعِ ، ؟

وَاحْتَجَّ مَنْ أَوْجَبَ الْخِدْمَةِ بِأَنَّ هَذَا هُوَ الْمَعْرُوْفُ عِنْدَ مَنْ خَاطَبَهُمْ الْلَّهْ سُبْحَانَهُ بِكَلَامِهِ، وَأَمَّا تَرْفِيهٌ الْمَرْأَةُ، وَخِدْمَةِ الْزَّوْجِ، وكْنْسِهُ، وَطَحَنَهُ، وَعَجَنَهُ، وغَسَيلِهُ، وَفَرَشَهَ، وَقِيَامِهِ بِخِدْمَةِ الْبَيْتِ، فَمَنْ الْمُنْكَرِ، وَالْلَّهُ تَعَالَىْ يَقُوْلُ: (وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِيْ عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوْفِ) الْبَقَرَةِ/228، وَقَالَ: (الْرِّجَالِ قَوَّامُوَنَ عَلَىَ الْنِّسَاءِ) الْنِّسَاءِ/34، وَإِذَا لَمْ تَخْدِمُهُ الْمَرْأَةُ ، بَلْ يَكُوْنُ هُوَ الْخَادِمِ لَهَا، فَهِيَ الْقَوَّامَةُ عَلَيْهِ.

وَأَيْضا: فَإِنَّ الْمُهْرَ فِيْ مُقَابَلَةِ الْبُضْعِ، وَكُلُّ مَنْ الْزَّوْجَيْنِ يَقْضِيَ وَطَرَهُ مِنْ صَاحِبِهِ، فَإِنَّمَا أَوْجَبَ الْلَّهُ سُبْحَانهُ نَفَقَتُهَا وَكِسْوَتُهَا وَمَسْكَنُهَا فِيْ مُقَابَلَةِ اسْتِمْتَاعِهِ بِهَا وَخِدْمَتِهَا، وَمَا جَرَتْ بِهِ عَادَةْ الْأَزْوَاجَ.

وَأَيْضا: فَإِنَّ الْعُقُوْدِ الْمُطْلَقَةٌ إِنَّمَا تَنَزَّلُ عَلَىَ الْعُرْفِ، وَالْعُرْفُ خِدْمَةِ الْمَرْأَةُ، وَقِيَامِهَا بِمَصَالِحِ الْبَيْتِ الْدَّاخِلَةِ، وَقَوْلِهِمْ: إِنَّ خِدْمَةِ فَاطِمَةَ وَأَسْمَاءُ كَانَتْ تَبَرُّعَا وَإِحْسَانا يَرُدَّهُ أَنَّ فَاطِمَةَ كَانَتْ تُشْتَكَىَ مَا تَلْقَىَ مِنَ الْخِدْمَةِ، فَلَمْ يَقُلْ لَعَلَىَ: لَا خِدْمَةَ عَلَيْهَا، وَإِنَّمَا هِيَ عَلَيْكِ، وَهُوَ صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يُحَابى فِيْ الْحُكْمِ أَحَدا ، وَلَمَّا رَأَىَ أَسْمَاءَ وَالْعَلَفِ عَلَىَ رَأْسِهَا ، وَالزُّبَيْرُ مَعَهُ، لَمْ يَقُلْ لَهُ: لَا خِدْمَةَ عَلَيْهَا، وَإِنَّ هَذَا ظُلْمٌ لَهَا، بَلْ أَقَرَّهُ عَلَىَ اسْتِخْدَامِهَا، وَأُقِرُّ سَائِرِ أَصْحَابِهِ عَلَىَ اسْتِخْدَامِ أَزْوَاجِهِمْ مَعَ عِلْمِهِ بِأَنَّ مِنْهُنَّ الْكَارِهَةُ وْالرَاضِيّةً، هَذَا أَمْرٌ لَا رَيْبٌ فِيْهِ.

وَلَا يَصِحُّ الْتَّفْرِيْقُ بَيْنَ شَرِيْفَةٌ وَدَنيئَةً، وَفَقِيْرَةٌ وَغُنْيَةٌ، فَهَذِهِ أَشْرَفِ نِسَاءٌ الْعَالَمِيْنَ كَانَتْ تَخْدُمُ زَوْجَهَا، وَجَاءَتْهُ صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ تَشْكُوَ إِلَيْهِ الْخِدْمَةِ، فَلَمْ يَشْكُهَا، وَقَدْ سَمَّىَ الْنَّبِيّ صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيْ الْحَدِيْثِ الْصَّحِيحِ الْمَرْأَةَ عَانِيَةً فَقَالَ: ( اتَّقُوْا الْلَّهَ فِيْ الْنِّسَاءِ، فَإِنَّهُنَّ عَوَانٍ عِنْدَكُمْ) وَالْعَانّىْ: الْأَسِيرِ، وَمَرْتَبَةُ الْأَسِيرِ خِدْمَةُ مَنْ هُوَ تَحْتَ يَدِهِ، وَلَا رَيْبَ أَنّ النِّكَاحِ نَوْعٌ مِنْ الْرَّقِّ، كَمَا قَالَ بَعْضُ الْسَّلَفِ: الْنِّكَاحِ رَقٍّ، فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ عِنْدَ مَنْ يُرِقّ كَرِيْمَتَهُ، وَلَا يَخْفَىَ عَلَىَ الْمُنْصِفُ الْرَّاجِحُ مِنْ الْمَذْهَبَيْنِ، وَالْأَقْوَى مَنْ الْدَّلِيلَيْنِ ". اهٓـ.


قَالَ ابْنُ حَجَرٍ: "وَاسْتَدَلَّ بِهَذِهِ الْقِصَّةِ ـ يَعْنِيْ قِصَّةَ فَاطِمَةَ ـ عَلَىَ أَنَّ عَلَىَ الْمَرْأَةِ الْقِيَامِ بِجَمِيْعِ مَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ زَوْجِهَا مِنَ الْخِدْمَةِ وَالَيْهِ ذَهَبَ أَبُوْ ثَوْرٍ ... وَفَاطِمَةَ سَيِدَةِ نِسَاءِ الْعَالَمِيْنَ شَكَتْ مَا تَلْقَىَ يَدَاهَا مِنْ الْرَّحَىَ وَسَأَلْتُ أَبَاهَا خَادِمَا فَدُلَّها عَلَىَ خَيْرٍ مِنْ ذَلِكَ وَهُوَ ذِكْرُ الْلَّهِ تَعَالَىْ وَالَّذِي يَتَرَجَّحُ حَمْلٍ الْأَمْرُ فِيْ ذَلِكَ عَلَىَ عَوَائِدَ الْبِلَادِ فَانَّهَا مُخْتَلِفَةٍ فِيْ هَذَا الْبَابِ.


قَالَ الْمُهَلَّبِ: وَفِيْهِ أَنَّ الْمَرْأَةَ الْشَّرِيْفَةِ إِذَا تَطَوَّعَتْ بِخِدْمَةِ زَوْجَهَا بِشَيْءٍ لَا يَلْزَمُهَا لَمْ يُنْكِرْ عَلَيْهَا ذَلِكَ أَبٌ وَلَا سُلْطَانٌ وَتُعُقِّبَ بِأَنَّهُ بَنَاهُ عَلَىَ مَا أَصْلُهُ مِنْ أَنَّ ذَلِكَ كَانَ تَطَوُّعا. وَلِخَصْمِهِ أَنْ يَعْكِسَ فَيَقُوْلُ: لَوْ لَمْ يَكُنْ لَازِما مَا سَكَتَ أَبُوْهَا مَثَلَا عَلَىَ ذَلِكَ مَعَ مَا فِيْهِ مِنْ الْمَشَقَّةِ عَلَيْهِ وَعَلَيْهَا وَلَا أَقَرَّ الْنَّبِيُّ صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَلِكَ مَعَ عَظَمَةِ الْصِّدِّيقِ عِنْدَهُ". "الْفَتْحِ" (9/323).

قَالَ الْأَلْبَانِيُّ فِيْ "آَدَابُ الْزِّفَافِ" (286ـ288):
وُجُوْبِ خِدْمَةِ الْمَرْأَةُ لِزَوْجِهَا
قُلْتُ: وَبَعْضُ الْأَحَادِيْثِ الْمَذْكُوْرَةِ آَنِفا ظَاهِرَةً الْدَّلَالَةِ عَلَىَ وُجُوْبِ طَاعَةُ الزَّوْجَةِ لِزَوْجِهَا وَخِدْمَتِهَا إِيَّاهُ فِيْ حُدُوْدِ اسْتِطَاعْتِهَا، وَمِمَّا لَا شَكَّ فِيْهَا أَنَّ مَنْ أَوَّلَ مَا يَدْخُلُ فِيْ ذَلِكَ الْخِدْمَةِ فِيْ مَنْزِلِهِ، وَمَا يَتَعَلَّقُ بِهِ مِنْ تَرْبِيَةِ أَوْلَادِهِ وَنَحْوِ ذَلِكَ، وَقَدْ اخْتَلَفَ الْعُلَمَاءُ فِيْ هَذَا ، فَقَالَ شَيْخٌ الْإِسْلَامِ ابْنَ تَيْمِيَّةَ فِيْ [ الْفَتَاوَىْ ) ( 2/234 - 235 ) ـ وَنُقِلَ كَلَامَ ابْنُ تَيْمِيَّةَ الْسَّابِقِ ـ.


إِلَىَ أَنْ قَالَ الْأَلْبَانِيُّ:
قُلْتُ: وَهَذَا هُوَ الْحَقُّ إِنْ شَاءَ الْلَّهُ تَعَالَىْ أَنَّهُ يَجِبُ عَلَىَ الْمَرْأَةِ خِدْمَةِ الْبَيْتِ، وَهُوَ قَوْلُ مَالِكٍ وَأَصْبَغُ كَمَا فِيْ [ الْفَتْحِ ) ( 9/418 )، وَأَبِيَّ بَكْرِ بْنُ أَبِيْ شَيْبَةَ، وَكَذَا الْجُوْزَجَانِيُّ مِنْ الْحَنَابِلَةِ كَمَا فِيْ [ الاخْتِيَارَاتِ ) ( صَ 145 )، وَطَائِفَةٌ مِّنَ الْسَّلَفِ وَالْخَلَفِ ، كَمَا فِيْ [ الْزَّادِ ) ( 4/46 ).


وَقَالَ الْأَلْبَانِيُّ: وَلَمْ نَجِدْ لِمَنْ قَالَ بِعَدَمِ الْوُجُوْبِ دَلَيْلَا صَالِحا.

وَقَوْلُ بَعْضِهِمْ: [ إِنَّ عَقْدَ الْنِّكَاحِ إِنَّمَا اقْتَضَى الِاسْتِمْتَاعِ لَا الِاسْتِخْدَامِ، مَرْدُوْدٌ بِأَنَّ الِاسْتِمْتَاعِ حَاصِلٌ لِلْمَرْأَةِ أَيْضا بِزَوْجِهَا، فَهُمَا مُتَسَاوِيَانِ فِيْ هَذِهِ الْنَّاحِيَةِ ـ وَسَاقَ كَلَامَ ابْنُ الْقَيِّمِ الْسَّابِقِ مِنْ الْزَّادِ ـ" . اهٓـ.


وَقَالَ الْشَّيْخُ ابْنُ عُثَيْمِيْنَ رَحِمَهُ الْلَّهُ: " أَمَّا خِدْمَتِهَا لِزَوْجِهَا فَهَذَا يَرْجِعُ إِلَىَ الْعُرْفِ، فَمَا جَرَىْ الْعُرْفُ بِأَنَّهَا تَخْدِمُ زَوْجَهَا فِيْهِ وَجَبَ عَلَيْهَا خِدْمَتُهُ فِيْهِ، وَمَا لَمْ يَجْرِ بِهِ الْعُرْفُ لَمَ يَجِبُ عَلَيْهَا، وَلَا يَجُوْزُ لِلْزَّوْجِ أَنْ يُلْزِمَ زَوْجَتِهِ بِخِدْمَةِ أُمِّهِ أَوْ أَبِيْهِ أَوْ أَنْ يَغْضَبَ عَلَيْهَا إِذَا لَمْ تَقُمْ بِذَلِكَ، وَعَلَيْهِ أَنْ يَتَّقِيَ الْلَّهَ وَلَا يُسْتَعْمَلُ قُوَّتِهِ، فَإِنَّ الْلَّهَ تَعَالَىْ فَوْقِهِ، وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيْرُ عَزَّ وَجَلَّ ، قَالَ الْلَّهُ تَعَالَىْ: ( فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيْلا إِنَّ الْلَّهَ كَانَ عَلِيّا كَبِيْرَا ) " انْتَهَىَ مِنْ "فَتَاوَىْ نُوْرَ عَلَىَ الْدَّرْبِ".

وَقَالَ فِيْ "الْشَّرْحِ الْمُمْتِعِ" (12/441): " وَالْصَّحِيْحُ أَنَّهُ يَلْزَمُهَا أَنْ تَخْدِمَ زَوْجَهَا بِالْمَعْرُوْفِ " اهٓـ.


هَلْ يُشْرَعُ لِلْزَّوْجِ خَدَمَةِ أَهْلِهِ فِيْ الْبَيْتِ ؟؟


قَالَ الْأَلْبَانِيُّ فِيْ "آَدَابُ الْزِّفَافِ" (290): "هَذَا وَلَيْسَ فِيْمَا سَبَقَ مِنْ وُجُوْبِ خِدْمَةِ الْمَرْأَةِ لِزَوْجِهَا مَا يُنَافِيْ اسْتِحْبَابِ مُشَارَكَةْ الْرَّجُلَ لَهَا فِيْ ذَلِكَ، إِذَا وَجَدَ الْفَرَاغِ وَالْوَقْتُ، بَلْ هَذَا مِنْ حَسَنِ الْمُعَاشَرَةِ بَيْنَ الْزَّوْجَيْنْ، وَلِذَلِكَ قَالَتْ الْسَيِّدَةُ عَائِشَةَ رَضِيَ الْلَّهُ عَنْهَا: ( كَانَ صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَكُوْنُ فِيْ مِهْنَةِ أَهْلِهِ، يَعْنِيْ خِدْمَةِ أَهْلِهِ ، فَإِذَا حَضَرَتْ الْصَّلَاةُ خَرَجَ إِلَىَ الصَّلَاةِ ). رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ ( 2/129 وَ9/418 )، وَالْتِّرْمِذِيُّ ( 3/314 ).

وَفِيْ لَفْظٍ: ( كَانَ بَشَرَا مِّنَ الْبَشَرِ يَفْلِي ثَوْبَهُ، وَيَحْلُبُ شَاتَهُ ، وَيَخْدُمُ نَفْسَهُ ). وَرِجَالُهُ رِجَالُ الْصَّحِيْحِ، رَوَاهُ أَحْمَدُ وَأَبُوْ بَكْرٍ الْشَّافِعِيُّ بِسَنَدٍ قَوِيٍّ كَمَا حَقَّقَتْهُ فِيْ [ سِلْسِلَةٍ الْأَحَادِيْثِ الْصَّحِيْحَةِ ) ( رَقِمٌ 670 ) ، وَالْلَّهُ وَلِيُّ الْتَّوْفِيْقِ.


هَلْ يَجُوْزُ لِلْزَّوْجَةِ أَنْ تَسْأَلَ زَوْجَهَا خَادِمَةُ تُعَيِّنُهَا ؟

الْجَوَابُ: نَعَمْ إِنْ كَانَ مُقْتَدِرِا وَذَا سَعَةً، أَنَّ يُوَسَّعُ عَلَىَ أَهْلِ بَيْتِهِ، وَفِيْ حَدِيْثِ فَاطِمَةَ رَضِيَ الْلَّهُ عَنْهَا فِيْ طَلَبِهَا خَادِمٌ يَخْدُمُهَا مَا يَدُلُّ عَلَىَ أَنَّهُ لَا حَرَجَ أَنْ تَسْأَلَ لَكِنْ إِذَا وَجَدَتْ الْضَّرُوْرَةِ وَوَجَدْتُ الْحَاجَةِ، لَا كَمَا تَفْعَلُهُ بَعْضُ الْنِّسْوَةِ الْيَوْمَ مِنْ طَلَبَةِ الْتَّرَفُّهِ وَالْمُبَاهَاةِ بِالْخَادِمَةُ، وَمَجَارَاةً مِنَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِيْ الِاسْتِكْثَارِ مِنَ الْخَدَّمِ فِيْ الْبَيْتِ مِنْ غَيْرِ مَا ضَرُوْرَةٍ وَلَا حَاجَةٍ مُلِحَّةٍ.


هَلْ يَجُوْزُ إِتْيَانِ خَادِمَةُ لِلْزَّوْجَةِ تُعَيِّنُهَا عَلَىَ أُمُوُرَهَا ؟؟

الْجَوَابُ: نَعَمْ. وَدَلِيْلُ ذَلِكَ فِيْ قِصَّةِ فَاطِمَةَ عِنَدَمّا طَلِبَت مِنْ رَسُوْلِ الْلَّهِ صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَادِمَا يُعِيْنُهَا.

فَقَالَ رَسُوْلُ الْلَّهِ صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( ..أَلَا أَدُلُّكُمَا عَلَىَ خَيْرٍ مِمَّا سَأَلْتُمَا ؟ ).

وَجْهٍ الْدَّلَالَةِ مِنْهُ: أَنَّهُ مَا مَنَعَ مِنْ الْخَادِمِ مُطْلَقَا، بَلْ خَيَّرَهُمَا مِمَّا هُوَ خَيْرٌ لَهُمَا مِنْهُ.

الْدَّلِيْلُ الْثَّانِيْ: حَدِيْثِ أَسْمَاءَ الْمُتَقَدِّمِ وَفِيْهِ، قَالَتْ: "حَتَّىَ أَرْسَلَ إِلَيَّ أَبُوْ بَكْرٍ بَعْدَ ذَلِكَ بِخَادِمٍ يَكْفِيْنِيْ سِيَاسَةَ الْفَرَسِ".

وَيَزِيْدُ ذَلِكَ قُوَّةٌ إِذَا عَلِمْنَا أَنَّ هَذَا الْخَادِمِ مِنْ سُبْيٍّ جَاءَ لِلْنَّبِيِّ صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَعْطَىَ أَبَا بَكْرٍ مِنْهُ خَادِمَا لِيُرْسِلَهُ إِلَىَ بَنَتْهُ أَسْمَاءُ، كَمَا فِيْ رِوَايَةِ لِابْنِ أَبِيْ مُلَيْكَةَ عِنْدَ مُسْلِمٍ.


وَخُلَاصَةُ الْبَحْثِ:

يَتَبَيَّنَ مِنْ مَجْمُوْعِ الْأَدِلَّةِ وَأَقْوَالُ الْعُلَمَاءُ؛ أَنْ الْرَّاجِحُ وُجُوْبُ الْخِدْمَةِ بِالْمَعْرُوْفِ، وَأَنَّ الْمَرْأَةَ مُطَالَبَةُ بِالْعَمَلِ فِيْ الْبَيْتِ، كَمَا أَنَّ الْرَّجُلَ مُطَالَبٌ بِالْعَمَلِ وَالْكَسْبُ خَارِجَهُ.

وَإِذَا لَمْ تَقُمْ الْزَّوْجَةِ بِأَعْمَالِ الْبَيْتِ، فَمَنْ الَّذِيْ سَيَقُوْمُ بِهَا؟

وَالْزَّوْجُ مَشْغُوْلٌ سَائِرَ يَوْمِهِ بِالْكَسْبِ، وَأَكْثَرُ الْنَّاسِ لَا يَسْتَطِيْعُ دَفْعَ أُجْرَةِ لِلْخَادِمَةِ.

وَلَوْ أَنَّ الْنِّسَاءَ امْتَنَعْنَ عَنِ الْخِدْمَةِ، لِأَعْرِضَ الْرِّجَالِ عَنْ الْزَّوَاجِ مِنْهُنَّ، أَوْ لاشْتَرَطُوا عَلَيْهِنَّ الْخِدْمَةِ فِيْ عَقْدِ الْنِّكَاحِ، لِيَزُوْلَ الْإِشْكَالُ، أَوْ لَبَقِيَتْ الْنِّسَاءِ عَوَانْسِ فِيْ الْبُيُوْتِ وَعَظُمَتْ الْفِتْنَةُ.


هَذَا وَصَلَّىَ الْلَّهُ وَسَلَّمَ عَلَىَ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَآَلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِيْنَ،،،


كَتَبَهُ
أَبُوْ فَرَيْحَانَ جَمَالِ بْنِ فَرَيْحَانَ الْحَارِثِيُّ
10/4/1430هِـ

السبت، 24 مارس 2012

أنـا السَّلفـيُّة ..

أنـا السَّلفـيُّة يامَـنْ تسألينـا ،‘, أسيرُ علـى طريـق السابقينـا
أنـا السَّلفيُّة ذا نهجـي ودربـي ،‘, ولا أرضى سوى ذا النهج دينا
وأحمي شوكة الإسـلام دومًـا ،‘, كما تحمي القسـاورةُ العرينـا
أصفِّي الدِّينَ من بدع ونفسـي ،‘, أربِّيـهـا بـربـِّي مستعيـنـا
وإنَّ المنهـجَ السَّلفـيَّ يمشـي ،‘, بكـلِّ سكينـة يمشـي الهوينـا
فتصفيـةٌٌ وتربيـةٌ شـعـاري ،‘, أردده بــلا مـلـل سنيـنـا
وإنَّ مصادرَ التشريـع عنـدي ،‘, كـتـاب الله رب العالمـيـنـا
وسنـة أحمـد فبهـا أثـنِّـي ،‘, تكـون صحيحـة للمقتفيـنـا
على فهم الصحابـة يارفاقـي ،‘, فقد نقلـوا الشريعـة صادقينـا
كتـاب الله أوليـه اهتمـامًـا ،‘, وسنـة أحـمـد ومهاجريـنـا
وأنصارًا أسيرُ علـى هداهـم ،‘, بــدون تــردد والتابعيـنـا
فهمْ خيرُ القـرون كمـا أتانـا ،‘, بنـص واضـح كالبـدر فينـا
وأشربُ من معين الوحي صفوًا ،‘, ويشربُ من أبى كدرًا وطينـا
وأطلـبُ علـمَ شرعتنـا بجـدٍّ ،‘, فطعـمُ العلـم أحلـى ما لقينـا
وأعمـلُ مخلصـاً لله ديـنـي ،‘, وأبرأ مـن سبيـل المشركينـا
وأدعو النَّاس للدِّيـن المصفَّـى ،‘, فليس المحدثات هـدى ودينـا
وأصبرُ إن فُتنـت ولا أبالـي ،‘, فـإن اللهَ يجـزي الصابرينـا
أرى في سورة العصر انتهاجي ،‘, ففيها النهـجُ مرسومـًا مبينـا
فقـد قـالَ الإمـامُ الشافعـي ،‘, كلامـًا واضحـًا للناظريـنـا
إذا لمْ يُنـزل الرحمـنُ وحيـًا ،‘, سواهـا حجَّـة فلقـد كفيـنـا
وقد قال ابـنُ مسعـود حديثـًا ،‘, عن المعصوم خير الخلق فينـا
لقد خطَّ الرسـولُ لنا خطوطًا ،‘, على ذات الشِّـمال كذا اليمـينا
ووسَّطهـا بخـطٍّ مستقـيـم ،‘, وقال صـراط ربِّ العالمينـا
وذي سبل الضلالة فاحذروها ،‘, فبئس النهـج ذي للسالكينـا
أحاربُ كـلَّ مبتـدع جهـول ،‘, يرى في البدعة النُّـور المبينـا
ويترك سنةَ المعصـوم عمـدًا ،‘, ويرفضُ نهج صحب راشدينـا
وأحتـرمُ الأئمـةَ دون طعـن ،‘, فقـد كانـوا هـداة مهتديـنـا
وإنــي لا أقلـدهـم بجـهـل ،‘, ولكـن بالبصيـرة قـد رأينـا
كمقبل وابن بـاز وابـن نـوح ،‘, وشيـخ عنيـزة بهـم اقتفينـا
ولاننسـى ربيعَ بـنَ عُميـر ،‘, إمام الجـرح والتَّعديـل فينـا
فهم علماؤنا في الدِّيـن دومـًا ،‘, على درب الهدي هم سائرونـا

هل يجوز أن تتم الرؤية الشرعية عبر الإنترنت الشيخ عبيد الله الجابري حفظه الله

السؤال:
من الجزائر

يقول بارك الله فيكم أراد أن يخطب إمرأة يتعذر اللقاء بينها وبينه من أجل إقامتها في بلد آخر فيسأل هل يستطيع أن تتم الرؤية الشرعيه عبر الإنترنت ؟

الجواب:
أقول صاحب الحاجة مُولع بإنجازها فلماذا لا يسافر؟ ، هذا فيه تكريم لولي المرأة يسافر ويخطبها من وليها ثم يتم النظر بعد أن يميل إليه ويميل إليهم ويكون الإتفاق المبدئي على المهر وعلى شروط يشترطها وليُها ثم بعد ذلك تكون النظرة الشرعية . نعم .





لسماع : http://ar.miraath.net/sites/default/...8%AA%D8%9F.mp3
رسالة إلى أخت بمناسبة زواج زوجها بأخرى
[ الشّيخ د.عاصم القريوتي ]

( الأستاذ المشارك بكلية أصول الدين
بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية )
بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة إلى أخت بمناسبة زواج زوجها بأخرى



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فاعلمي - رحمك الله ورعاك - أن الله عز وجل قد منّ عليكِ بنعمة الإسلام ،
وهذه نعمةٌ لا تعادلها نعمة، ومن حُرِمها فقد حُرِم خيري الدنيا والآخرة،
إذ لا سعادة حقيقية لأحد بدونه.

ومما لا شك فيه أن الإسلام يستلزم الاستسلام والانقياد التام لأوامر الله وشرعه،
ولذا كان من صفات المؤمنين قول الله تعالى:


(إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)
[النور/51].

ولذا كان الصحابة - رضي الله عنهم - يُبادرون بالامتثال إلى أوامر الله
وأوامر الرسول صلى الله عليه وسلم في وقائع وقصص كثيرة
مسطورة في كتب السنة والسيرة.

واعلمي - حفظك الله - أن من لوازم الإيمان بالله عز وجل الرضا بقضاء الله وقدره،
وأن ما أصابك لم يكن ليخطئك ، وما أخطأك لم يكن ليصيبك،
فإذا عُلم هذا فالواجب التسليم بقضاء الله وقدره فيما يعتري المرأة من شيء
وإن خالف هواها، طالما أن زوجها قد فعل شيئاً مما شرعه
الله في كتابه وسنة نبيه.

وأوصيكِ - حفظك الله - بالصبر إذ لم يُعطِ الله عز وجل أجراً بغير حساب
كما وعد الصابرين في قوله تعالى:

( قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ
وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ
)
(10) [الزمر/10].

وليهنأ الصابرون حيث يكون الله معهم حيث يقول جلَّ وعلا :


( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ )

فما أجمل الصبر وما أروعه وما أعظم أجره، فالسعيدة من وفقها آلله لذلك،
إذ بذلك يُكتب لها الأجر العظيم عند ربها بغير حساب ،
ويكون عوناً كبيراً على السعادة للأسرة،
ويدوم به الوئام والود والمحبة.

وحذارٍ - أختنا في الله - أن نترك الشيطان يلعب بعقولنا ،
ويجعل من سخطنا تقصيراً في شؤون الزوج ، الذي له الحق العظيم،
كما جاء في أحاديث كثيرة معلومة ، ومنها :

قول الرسول صلّى الله عليه وسلّم :

" إِذَا صَلَّتْ الْمَرْأَةُ خَمْسَهَا وَصَامَتْ شَهْرَهَا وَحَفِظَتْ فَرْجَهَا وَأَطَاعَتْ زَوْجَهَا
قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الْجَنَّةَ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ شِئْتِ
"
[رواه أحمد وابن حبان والطبراني].

فالمرأة كلما كانت مطيعةً لربها ، مؤديةً حق زوجها كان هذا من أسباب
دوام المحبة والمودة بينهما، وأما ردة الفعل اتجاه زوجها بالتقصير
في حقه فلا يبعد أن يكون سبباً كبيراً لحصول ما لا يُحمد عقباه.

وأما العلاقة مع الأهل خصوصاً فآمل ألا يُعكِّر ذلك من قِبَلَك ، بل احرصي
على أن تهوّني عليهم ذلك، بدل أن تكوني سبباً لزيادة انفعالهم - إن حصل - .

وأنصحك بأن لا تصغي لمن تحدثك بما يعكر عليك دوام الألفة بينك وبين زوجك،
وتقول لك بأنك أنت كذا وكذا فكيف تزوج عليك ؟!

أقول : نعم أنت كذا وكذا من الصفات الفاضلة ، ونرجو أن تكوني خيراً مما نعلم ،
ولكن زواج الرجل لا يستلزم وجود النقص أو التقصير في حقه من الزوجة ،
وما دام الأمر كذلك فالواجب على المسلمة أن تهوّن على أختها أو صاحبتها
وتصبّرها وتنصحها في أداء حق ربها ، وبعدم التقصير في حق زوجها ،
وأن تستمر في الإحسان إليه وحسن العِشرة.

وذلك لأن المسلم مطلوبٌ منه أن يكون صالحاً مصلحاً ،
ومفتاحاً من مفاتيح الخير والوفاق بين الزوجين ،
لا أن يكون مفتاحاً من مفاتيح الشر وتصدع الأسرة حتى يدب الفراق.

و على المرأة إذا تزوج زوجها بأخرى أن تكون خيراً مما كانت عليه سابقاً ،
وأدنى ذلك ألا تقلّ عما كانت عليه من حال في أداء حقه قبل زواجه.

و هذا ما سال به القلم ، و انقدح في الخاطر ، وإن أردت إلا الإصلاح،
وما توفيقي إلا بالله.

والله أسأل أن يديم السعادة والمودة بينكم ، وأن يبارك لكم في حياتكم ،
ويكللها بالوئام والوفاق ، إنه سميع مجيب .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.



أخوكم:

د.عاصم القريوتي 



(14,8x29,7cm)



نسأل الله الكريم رب العرش العظيم
أن يشفي بها صدور المؤمنات ويُذهب غيض قلوبهن، بإذنه سبحانه
إنه جـواد كريـــم
 

الجمعة، 23 مارس 2012

الحجاب والسفور

بسم الله الرحمن الرحيم

أضع بين أيديكم مجموعة جدّ قيِّمة من الرسائل في:
الحجاب والسفور

تأليف:
جماعة من العلماء
جزاهم الله عنّا خير الجزاء




و تحتوي على:

1- حجاب المرأة ولباسها في الصلاة === لشيخ الإسلام بن تيمية
2- حكم السفور والحجاب === لسماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز
3- حكم مصافحة المرأة المسلمة للرجال الأجانب === للدكتور محمد تقي الدين الهلالي
4- رسالة الحجاب === لسماحة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين
5- تحريم الخلوة بالمرأة الأجنبية والاختلاط المستهتر === لفضيلة الشيخ محمد لطفي الصباغ
(وقد أثنى على هذه الأخيرة سماحة الشيخ بن باز رحمه الله)

للتحميل


للتصفح المباشر للكتاب




نسأل الله أن يحفظ بلادنا وسائر بلاد المسلمين
من مكائد الأعداء وأن يجعل كيدهم في نحورهم، وأن يُفسد عليهم أمورهم،
وأن يُحق الحق بكلماته،
وأن يعيذنا من مضلات الفتن؛ إنه جوادٌ كريم
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

الاثنين، 19 مارس 2012


التبرج وخطره




لفضيلة الشيخ العلامة
عبدالعزيز بن عبدالله ابن باز
رحمه الله تعالى


الطبعة الأولى 1413 ه - 1992 م
دار عالم الكتب 
الملفات المرفقة 
نوع الملف: pdf التبرج و خطره للشيخ عبد العزيز بن باز.pdf‏ (910.6 كيلوبايت





الكتاب على صيغة   pdf

الثلاثاء، 13 مارس 2012

محاضرات قيمة عن الحياة الزوجية بصيغة mp3
محاضرة بعنوان: صفات الزوجة الصالحة، للشيخ عبد الرزاق العباد
http://goo.gl/4llz6


محاضرة بعنوان: الزواج السعيد، للشيخ عبد المحسن القاسم
http://goo.gl/oGAvH


محاضرة بعنوان: حق الزوجين، للشيخ سليمان الرحيلي
http://goo.gl/v0Xho

محاضرة بعنوان: رسالة خاصة إلى الزوجة، للشيخ سالم العجمي
http://goo.gl/DNtQV


محاضرة بعنوان: أبجديات الحياة الزوجية ، للشيخ سالم العجمي
http://goo.gl/UUGl2


محاضرة بعنوان : حياة زوجية هانئة ، للشيخ سالم العجمي
http://goo.gl/JImsR


محاضرة بعنوان: وليسعك بيتك، للشيخ سالم العجمي
http://goo.gl/rOIyX


محاضرة بعنوان: إصلاح المرأة المقصرة، للشيخ عبد الكريم الخضير
http://goo.gl/hgM6l




الجمعة، 9 مارس 2012

نصيحة للنساء اللاتى تاخر زواجهن

وسئل فضيلة الشيخ محمد الصالح العثيمين رحمه الله*:
اريد ان استشير فضيلتكم فى امر يخصنى انا وسائر اخواتى البنات الا وهو انه قد كتبت علينا ان نظل بلا زواج,وقد تخطينا سن الزواج,واقتربنا من سن الياس,هذا مع العلم و لله الحمد والله على مااقول شهيد فنحن علىدرجة من الاخلاق,وحصلنا على شهادات جامعية جميعنا,ولكن هذا هو نصيبنا الحمد لله_
ولكن الناحية المادية هى التى لاتشجع احد ان يتقدم لزواجنا. فان ظروف الزواج وخاصة فى بلدنا يقوم على المشاركة بين الزوجين باعتبار ما سيكون فى المستقبل. ارجو نصيحتى وتوجيهى انا واخواتى?
فاجاب. النصيحة التى اوجهها الى هؤلاء النساء اللاتى تاخرن عن الزواج هى كما اشارت اليه السائلة ان يلجان الىالله عز وجل بالدعاء التضرع اليه بان يهىء لهن من يرضى دينه خلقه, واذا صدق الانسان العزيمة فى التوجه الى الله , اللجوء اليه, واتى باداب الدعاء, وتخلى عن موانع الجابة , فان الله تعالى يقول:( واذا سالك عبادى عنى فانى قريب اجيب دعوة الداع اذا دعان)( البقرة:186)( وقال ربكم ادعونى استجب لكم)(غافر:60)
فرتب سبحانه وتعالى الاجابة على الدعاء بعد ان يستجيب المرء لله,ويؤمن به,فلا ارى شيئا اقوى من اللجوءالى الله عز وجل,ودعائه والتضرع اليه وانتظار الفرج,وقد ثبت عن النبى صلى الله عليه وسلم انه قال:_واعلم ان النصر مع الصبر ,وان الفرج مع الكرب, وان مع العسر يسرا: واسال الله تعالى لهن ولامثالهن ان ييسرلهن الامر وان يهىء لهن الرجال الصالبحين, الذى يريدهن على صلاح الدين والدنيا. والله اعلم.
المصدر كتاب فتاوى المراة المسلمة صفحة 707