قال الحسن البصري -رحمه الله- ( لا يغرنك قول " يحشر المرء مع من أحب" فان اليهود والنصارى يحبون أنبيائهم وليسوا معهم ، ولكن اعمل بعملهم تحشر معهم )

مواضيع المدونة

الثلاثاء، 3 ديسمبر 2013

التعدد


أحكام الله سبحانه وتعالى كلّها مبنية على مصالح ومنافع وحكم, علمها من علمها وجهلها من جهلها، ولا يكون الاحتياط للدّين وابتغاء السبيل المنجية التي تبرأ بها ذمة العبد إلا بالامتثال لأمر الله بالفعل، وامتثال نهيه بالاجتناب، وامتثال خبرهِ بالتصديق، سواء ظهرت الحكمة أو لم تظهر، فإن ظهرت الحكمة بنص أو إجماع فبها ونعمت كانت نور على نور وإن لم تظهر فلست مكلفًا بمعرفة الحكمة أنت مخاطب بالتسليم للحكم هذا هو تمام الانقياد

، وهنا بعض الأمثلة:
  1. كراهة ما أنزل الله ليست مقصورة على الواجبات بل هي شاملة لكل شرع الله عزّ وجل ، كما قدّمنا المسلم مخاطبٌ بمحبة هذه الشرائع والشعائر كما أنّه مخاطب باستعمالها وقد مضى أنّ الأمر يُعفى عن المرء ما عجز عنه ، أمّا النهي فلا بدّ من الاجتناب...
·وممّا شرعه الله سبحانه وتعالى التعدد في النّكاح بل جعله الأصل والاكتفاء بواحدة رخصة، قال تعالى: ﴿ فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً هذا نص صريح وقد منّ الله علينا بذكر ما تيسر من حكم التعدد في شرحنا لكتاب التفسير من صحيح البخاري في تفسير سورة النساء فليراجعها من أحبّ ذلك، وها هنا وقفتان مع نساء المسلمات:
 الوقفة الأولى : إذا كانت المرأة تكره الشعيرة وتكره الأمر بها فقد ركبت شعبة من شُعب الكفر فعليها التوبة والتبرؤ من هذا لأنه ردّة، وإن كانت تكره أن يتزوج زوجها بأُخرى لأن الأخرى فيها مضّرة لها وأخذ بعض ما كانت تنالهُ من زوجها حينما كانت مخلية، فهذا أمر فطرت عليه الغيرة، لكن يُعاب عليها وتُذم وتمقت وتركب فسقا حينما تؤذيه في نفسه أو في ماله بالتبذير والإسراف، أو في أولاده تغيظهم فيها أو تستعدي عليه أهله أو أهلها تسلّط عليه ، هذا فسق فيجب عليه التوبة إلى الله عزّ وجل من ذلك وأُذكر بناتنا بأمر أظنّه خافيا على أكثرهن ، صحّ عن النبي - صلّى الله عليه وسلّم - ، ( أن نسوته رضي الله عنهن يعني أزواجه أمهاتكن يا مسلمات يجتمعن عند صاحبة الليلة فيتسامر الجميع ثمّ تذهب كلّ إلى بيتها ويبقى - صلّى الله عليه وسلّم - عند صاحبة الليلة ) وبهذا العرض تعلمون أنّ من ينبري للتعدد بعبارات تهّون شرعيته وأنّه من سنن الله المحكمة مثل ما يطلقه بعض الكتّاب المثقفين العارين عن العلم بشرع الله والفقه في دين الله إلا القليل من أنّ التعدد فكرة فتجب محاربتها والكتابة ضدها إلى غير ذلك ، وكذلك ما تعمد إليه بعض الوسائل المغرضة لإظهار هذه الشريعة في مظهر الظلم والتعدي فيجب التفريق أيّها المسلمون والمسلمات بين أمرين في هذه المسألة:
  • الأمر الأول: يجب اعتقادكم أنّ هذه من شرائع الله ومن سننه المحكمة فيجب التسليم لشرعيتها والرضا به.
  •  الثاني: كون الإنسان لا يرغب في التعدد لعدم قدرته على العدل فهذا أمر فيه مندوحة.
  •  وثمّة أمر ثالث: وهو أنّه لا يجوز اعتبار بعضِ الظلمة من الأزواج محسوبا على التّعدد نفسه، فمن كان هذا اعتقاده فقد أخطأ واتّهم الله – عزّوجل - واتّهم شرعه واتهم نبيه - صلّى الله عليه وسلّم - بالظلم والحيد والجور وهذه شعبة من شعب الكفر، نعم التطبيق العملي لهذه الشعيرة يُسيء فيه كثير من الأزواج لا يُحصون، لكن هذا له دوافع إمّا الجهل أو الغلبة فيميل مع جانب إلى آخر، هذه قد بسطت يعني العدل بين الزوجات في كتب الاحكام فيُستغنى بما ذكر هناك وبسط عن إعادته هنا، والمقصود أيّها المسلمون أنّ المسلم يجب عليه أن يعتقد من أصول دينه محبة كل ما شرعه الله - سبحانه وتعالى - للنفس فرضا أو نفلًا ، حتّى لو كره التراويح كره شرعيّتها أو كره ركعتي الضحى أو كره صوم الإثنين والخميس ، يقع في شعب من الكفر، هذا الذي يسلم به دينه وتبرأ به ذمته ويُصبح منقادا لله ولرسوله وتام الاستجابة لله ولرسوله - صلّى الله عليه وسلّم - ، ثمّ العمل قد يكون واجبا وقد يكون سنّة وقد يحول بينه وبين الواجب عجز لا يستطيع معه فعل الواجبات كلّها، فهذا هو في مندوحة كما قال - عزّ وجل - : ﴿ لَا يُكَلِّفُ اللَّـهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ، وقال تعالى : ﴿ فَاتَّقُوا اللَّـهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ﴾، وقال صلّى الله عليه وسلّم ((إِذَا أَمَرْتُكُمْ بالأمر فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ)).

المصدر: شرح نواقض الإسلام لفضيلة الشيخ عبيد بن عبدالله الجابري –حفظه الله – الدرس الثالث. 


الخميس، 28 نوفمبر 2013

هل أنت من خِيار النّاسِ أم لا !؟ انْظُر ما نَوعِية مُعامَلَتِك لأهلِك للشيخ عمر فلاتة - رحمه الله -





هل أنت من خِيار النّاسِ أم لا !؟

انْظُر ما نَوعِية مُعامَلَتِك لأهلِك

للشيخ: عمر بن محمد فلاتة

- رحمه الله -

المادة الصوتية
من البوكس
  : من هنا

السبت، 2 نوفمبر 2013

الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد...

فهذه خطبة جمعة ليوم الجمعة 21/ذي الحجة/1434 **25/10/2013
لفضيلة الشيخ
أَبُو مُحَمَّد عَبْد الخَالِقْ مَاضِي
- حفظه الله -


بعنوان
نَصَائِحْ قَبْلَ الزَوَاجْ


للتحميل
نصائح قبل الزواج

نسأل الله التوفيق.






 Share
الملفات المرفقة الملفات المرفقة

الخميس، 17 أكتوبر 2013

الأحد، 29 سبتمبر 2013




[ فائدة مهمة ] بعض خلطات الأعشاب تنعم الشعر وتعطيه لون السواد المنهي عنه العلامة بن باز رحمه الله


السؤال : تستعمل بعض النساء خلطة لتنعيم الشعر ، وهذه الخلطة مكونة من الحناء ومجموعة من الأعشاب ، من بين هذه الأعشاب عشب يصبغ الشعر بالسواد ، فما حكم استعمال هذه الخلطة ؟ علما بأنهن يستعملنها لغرض تنعيم الشعر وليس لصبغه بالسواد ، حيث إن بعضهن يكون شعرها أسود ، وما حكم استخدامها لامرأة شعرها أسود لكن يوجد من بينه شعيرات بيضاء نبتت ليس لكبر في السن فهي تستخدمها أيضا لغرض تنعيم شعرها؟ أفيدونا في ذلك أفادكم الله . وجزاكم الله خير الجزاء  ..

العلامة بن باز رحمه الله :
[ لا حرج في استعمال المعجون المذكور لتنعيم الشعر إذا كانت المرأة المستعملة لذلك ليس فيها شيب ، أما مع الشيب فلا يجوز استعمال ما يجعل الشيب أسود ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( غيروا هذا الشيب ، واجتنبوا السواد ) ] هـ

 من : فتاوى الشيخ ابن باز  (10/53)

الثلاثاء، 24 سبتمبر 2013

تشبه بعض الرجال بالنساء اليوم!

 http://ar.miraath.net/article/6854


 قال فضيلة الشيخ العلامة محمد بن هادي المدخلي –حفظه الله تعالى-:
التَّزعفر، والخضب لليدِ بالحنَّاء، وبالزَّعفران، هذا ليس مِن علامات الرِّجال، وإنَّما هو مِن علامات النِّساء، ومَن تشبَّه بهنَّ فهو ملعونٌ؛ فإنَّ النبيَّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قد نهىٰ عن ذلك، وقالَ: ((لَعَنَ اللَّهُ الْمُتَشَبِّهِينَ مِنَ الرِّجَالِ بِالنِّسَاءِ وَالْمُتَشَبِّهَاتِ مِنَ النِّسَاءِ بِالرِّجَالِ)).
وقد حصل، فاليوم ترى بعض الرِّجال استأنث، وبعض الإناث اسْترجلنَ، اسْتفحلنَ، ففي حين: أنَّ الرُّجولة هي المطلوبة تجد بعض أصحابها يتنازل عنها؛ وفي حين: أنَّ الأنوثةَ مذمومةٌ في حقِّه تجدهُ يحاول التَّشبه بأصحابها، فيكون كالمرأة لباسًا أكثر وأكثر، أو فقط صبغ لليدين، بل لباس يلبس لبسة النِّساء؛ والنبيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لعنَ الرَّجل يلبس لبسة المرأة، والمرأة تلبس لبسة الرَّجل،
فأصبح بعض الرِّجال يلبس لبس النِّساء، ثياب النِّساء، فإذا رأيته ظننته بنتًا، امرأةً، وزاد على ذلك يلبس في يديه كما تلبس النِّساء المسكات، وهذه البناجر، ونحوها، وزاد على ذلك أنهُ يلبس القروط في أذنه، أو في أذنيه كما يصنع مخنَّثة الكفرة، إذْ جعلوا في آذنهم القروط فجعلوها في آذانهم، ويضحك الشَّيطان عليه؛ وقالَ: هذا تخفِّف الوزن؛ -ما شاء الله - تجعل قرط ما يساوي حبَّة في أذنك، وتقول: يُخفف الوزن؛ وأنت تأكل بعير!! هذا من الكذب والمغالطات، كل يوم تأكل نصف خروف وتحط حبَّة في أُذنك وتتشبَّه بالنِّساء، وتقول: هذه تخفّف الوزن، أو تلبسها في يدك وتقول: هذه الأساور تخفّف الوزن، هذا كذبٌ؛ كل هذا تشبُّهٌ بالغرب، والغرب أوَّل مَن أشعل هذه الفتيلة، هم المنحرفون جنسيًا، فيهم أصحاب الجنس الثَّالث، وهكذا لبسوا هذه الألبسة وتَزَيّوا بهم على هذا النَّحو.
وَبِالْعَوَائِدِ مِنْهُمْ كُلِّهَا اتّصَفُوا *** وَفِطْرَةَ اللهِ تَغَييرًا لَهَا اعْتَمَدُوا
عَلَى صَحَائِفِهِمْ يَا صَاحِ قَدْ عَكَفُوا *** وَلَوْ تَلَوْتَ كِتَابَ اللهِ مَا سَجَدُوا
وَعَنْ تَدَبُّرِ حُكْمِ الشَّرعِ قَدْ صُرِفُوا *** وَفي الْمَجَلاَّتِ كُلَّ الذّوْقِ قَدْ وَجَدُوا
وَللشَّوَارِبِ أَعْفُوا واللِّحَى نَتَفُوا *** تَشَبُّهًا وَمَجَارَاةً وَمَا اتَّأَدُوا
ويقولُ - رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى -: " بِهُمْ تَزَيّوا وَفي زَيّ التُّقى زَهِدُوا"، فلتنظر! تزيّوا يعني: تشبّهوا بزيّهم، فلبسوا مثل لباسهم، فلباس الكفَّار حرامٌ عليكَ؛ فكيف إذا لبست لباس أحطّ الكفَّار وهم المتشبهين بالنِّساء؟!، فترى الحالة المزرية عندنا، يلبس اللِّباس الفاضح، فيلبس هذه البناطيل الَّتي تدلُّ على انحراف أصحابها في مجتمعات الغرب، ويزيد على ذلك فيخضب، أو يجعل الأساور في يديه، أو يجعل الأقراط في أذنيه، ونحو ذلك، فيكون كما قالَ ابنُ الورديُّ:
والهو عن آلة لهوٍ اطْربت *** وعَن الأمرد مرتجِّ الكَفَل
زادَ إنْ قسناهُ بالبدر سَنا (1) ** *** أو عدلناهُ بغصنٍ فاعْتدل (2)
إنْ تبدَّى تنكسف شمس الضُّحىٰ (3) *** وإذا ما ماسَ يُزرى بالأسل
(1) جمالًا، هو جميل في خلقته.
(2) يتميل كالغصن الرطيب، لا رجولة عنده.
(3) من جماله
هذه مصيبةٌ عظيمةٌ، هذا كأنَّما يدعو النَّاس إلى نفسه، بفعله، -عياذًا بالله-، وهو موجودٌ في بلاد الغرب، فأصبحوا يلبسون لباسهم.
بل للأسف يلبسون بعض الألبسة مكتوبٌ عليها الدَّعوة إلى أنْ يُفعَلَ به؛ وهو موجودٌ في بلاد الغرب الكافر، فأصبح عندنا -ولا حول ولا قوَّة إلاَّ بالله-، وصدق رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ((لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ حَذْوَ الْقُذَّةِ بِالْقُذَّةِ، حَتَّى لَوْ دَخَلُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَدَخَلْتُمُوهُ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى؟ قَالَ: فَمَنْ؟!)) فالمجتمعات الغربيَّة إمَّا يهوديَّة، وإمَّا نصرانيَّة وإمَّا خليط، والأكثر هو الخليط، فالنَّصارى هم الكثرة، واليهود قلَّة في هذه المجتمعات، على كلِّ حالٍ هذه هي سَنَنَهم، سواءٌ كانوا قليلاً أو كثيرًا، فللأسف الأمر لم يقف عند خضب اليدين بالحنَّاء الَّذي هو من علامات التَّخنُّث في عهد السَّلف؛ بل زادَ عليه علاماتٌ أخرى، فهذا أشدُّ وأنْكى، -نسألُ الله العافية والسَّلامة-.
وَصَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَى عَبْدِهِ وَرَسُولِهِ نَبِيِّنَا مُحمَّدٍ، وعَلَى آلِهِ وأصْحَابِهِ وأتْبَاعِهِ بِإحْسَانٍ.
المصدر: جزء من الدرس الثالث عشر من شرح الإبانة الصغرى. 

المرفقات
بعض الرجال بالنساء اليوم.pdf

الجمعة، 20 سبتمبر 2013

PM
توضيحٌ بشأنِ سَترِ عَضُدِ المرأةِ أمامَ المرأة والمتضمِّن فتوىٰ الشيخ محمد ناصر الدين الألباني



الحمد لله والصلاة والسلام علىٰ خاتم رسُلِ الله، أمّا بعد: فقد نشرتُ قبل أيام ملفَّ "لباس المرأة المسلمة أمام المرأة المسلمة"، والمتضمِّن فتوىٰ أبي -رَحِمَهُ اللهُ- وغيرِه مِن أهل العلم في هٰذه المسألة، ورأيتُ أن أوضِّح نقطةً فيها؛ لِمَا بَلَغَني مِن فَهْمِ البعضِ لفتوى الوالدِ -رَحِمَهُ اللهُ- المبثوثةِ في كثيرٍ مِن أشرطته في أنّ ما يجوز إظهارُه مِن بدنها أمام النساء هو مواضعُ الزينة، ومنها موضعُ الدُّمْلُج، وهو سِوارٌ يوضع على العضد، إذ فَهِمْنَ منه إطلاقَ كشْفِ العضدِ كلِّه بمعناه اللغويِّ: "العَضُد: مَا بينَ الكَتِف والمِرْفَقِ"(1)! وليس الأمر كذٰلك؛ ففتوى الوالدِ فيها أيضًا بيانُ أنَّ تلك المواضع هي نفْسُها مواضعُ الوضوء، فقد قال (ص19 من الملف المشار إليه):
"مواضعُ الزينة: الرأس وما حوى: الأقراط، الطَّوق في العُنق، السِّوار في الْمِعْصَم، والدُّمْلُج في العَضُد، الخِلخال في القَدمين، أي: مواضع الوضوء، مواضع الوضوء هٰذه مواضعُ الزينةِ التي يَجوزُ للمرأةِ المسلمةِ أن تَظهَر بها أمامَ أختِها المسلمة" اﻫ كلام أبي رَحِمَهُ اللهُ.

وفي الوضوء لا يُغسل العضدُ إلى الكتف -على الراجح-، إنما المشروعُ هو الشُّروعُ فيه، فيُغسل ما فويق المرفق إسباغًا له(2)، هٰذا هو القدْرُ الذي يجوز كَشْفُه للمرأة، وهو نفْسُه موضعُ التزيُّن بالدُّملج المعْتدلِ الذي يُزيِّن دون إزعاجٍ ولا تعويق، لا الدُّملج الغليظ الذي يكاد يُصبِح كُمًّا!

هٰذا؛ مع الانتباه إلىٰ أمرَين مهمَّين:

(1) أنَّ المسألةَ -كما يَذكر الوالدُ في كثيرٍ مِن إجاباته على العديدِ مِن المسائل- فيها فتوىٰ وتقوىٰ:
  • الفتوىٰ: هي ما عَلِمْتُنَّ؛ بناءً على الدليل.
  • والتقوىٰ: أن تزيد المرأةُ مِن حِشْمتِها حتىٰ أمامَ النساءِ المسلماتِ وأمامَ الْمَحارم.

ولنتأمَّلْ خَتْمَ آيةِ الأحزاب؛ إذ خُتمتْ بتوجيهِ الأمرِ بالتقوىٰ للنساء خاصّة:
﴿لَا جُنَاحَ عَلَيْهِنَّ فِي آبَائِهِنَّ وَلَا أَبْنَائِهِنَّ وَلَا إِخْوَانِهِنَّ وَلَا أَبْنَاء إِخْوَانِهِنَّ وَلَا أَبْنَاء أَخَوَاتِهِنَّ وَلَا نِسَائِهِنَّ وَلَا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ وَاتَّقِينَ اللّٰهَ إِنَّ اللّٰهَ كَانَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدًا﴾[الأحزاب: 55].

قال العلامةُ السعديّ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَىٰ:
"ولَمَّا رَفَعَ الجُناحَ عن هٰؤلاء؛ شَرَطَ فيه وفي غيرِه: لُزُومَ تَقَوَى اللهِ، وأن لا يَكون في محْذورٍ شَرْعِيٍّ، فقال: ﴿وَاتَّقِينَ الله﴾، أي: استعْمِلْنَ تَقْوَاهُ في جميعِ الأحوال ﴿إِنَّ اللّٰهَ كَانَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدًا﴾ يَشْهَد أعمالَ العِباد، ظاهِرَها وباطِنَها، ويَسْمع أقوالَهم، ويَرىٰ حركاتِهم، ثم يُجازيهم علىٰ ذٰلك أَتَمَّ الجزاءِ وأَوفاهُ" اﻫ مِن "تيسير الكريم الرحمٰن" ص 671.

(2) أنّ سَتْرَ المنكبِ وباطنِه، إذا كان متوقِّفًا علىٰ سَتْرِ أسفل العضد؛ فإنّ هٰذا -الأخير- يصبح واجبًا، وذٰلك وفق قاعدة: (ما لا يتمُّ الواجبُ إلا به فهو واجب)، وعلى المرأةِ أن تكون فَطِنةً في هٰذا -كما هي فَطِنةٌ في غيره!- فلا تلبس ما قد يَكشفُ الْمُحَرَّمَ بأدنىٰ حركةٍ! كرفْعِ طِفلٍ، أو مَشْطِ شَعرٍ! وفوق ذٰلك تجعل الحُجّةَ وُقوفَها علىٰ فتوىٰ تجيز كَشْفَ العضد! كلَّا، أبي -رَحِمَهُ اللهُ- بريءٌ مِن هٰذا اللِّبْس وما والاه، ويمقته ولا يرضاه، ولا يُشجِّع عليه نصُّ فتواه، ذٰلك لِمن فَهمه ووعاه!

بل هناك فتوىٰ له -رَحِمَهُ اللهُ- تُجلِّي النصيحةَ للنساء في هٰذا الأمر، فتفضَّلْنَ:
سئل أبي رَحِمَهُ اللهُ: هل يجوز للمرأة أن تلبس الخمارَ أمام أبيها وأخيها ومحارمها، أو تطرحه؟

فأجاب:
"كِلاهما سواء، لَبستْه أو طَرحتْه، الأمرُ جائز، ما دام السؤالُ عنِ الجواز فالأمرُ جائز، لٰكني أقول: الجوازُ يَشمل:
  • الأمرَ مستوي الطرفين، ويَشمل:
  • ما كان فِعلُه أفضلَ مِن تركِه، وهو جائز أيضًا.

فلذٰلك؛ فأنا أريد أن أفصِّل بعضَ الشيء هنا، بَعْدَ أن قلتُ: كلٌّ منها جائز، لٰكنْ بلا شكٍّ أنَّ الأفضلَ للمرأةِ المسلمةِ أن تَعتاد خِمارَها في عُقْرِ دارِها، ولا أن تعيش نِصفَ عارية بحُجَّةِ أنه لا يوجد أحد غريب! وقد يكون هٰذا الكلام صحيحًا؛ لأنه لا يوجد أحد غريب غير -مثلًا- زوجها، وغير ابنها، حتىٰ ولو بِنتها، لٰكنْ هٰؤلاء -باستثناء الزوج- لا يجوز لهم أن يَرَوا مِن أُمِّهم أيَّ موضعٍ مِن بَدنها غير أن تَعتاد على السُّترةِ الواجبة على الأقلِّ، وقد تكلَّمنا في هٰذا أكثرَ مِن مرّة، أمّا الآن فأريد أن أقول: ينبغي أن تعتاد السَّترَ الأفضلَ: وهو أن تلبس اللِّباسَ الطويلَ، وأن تلبس القميصَ -الذي يُسمُّونه اليوم (الرُّوب)- ذا الأكمامِ الطويلة، فإنْ قصُرَتْ ولابد فإلى الْمِرْفقَين، وأن تعتاد تخميرَ وتغطيةَ رأسِها وشعرِها، هٰذا ليس علىٰ سبيل الوجوب، وإنما علىٰ سبيلِ الاستحباب، هٰذا ما أراه في هٰذه المسألة" اﻫ منِ سلسلة "متفرقات" (الشريط 11، الدقيقة الأولىٰ، وكُرِّر المقطع نفْسُه في الدقيقة 30:53).
  • للاستماع للملف الصوتي:
  • تحميل الملفّ الصوتيّ [مِن هنا].
وأختم بروايةٍ لحديث النُّعمانَ بنِ بشير رَضِيَ اللهُ عَنْهُما، والذي كان مِن أدلةِ الملفِّ المومىٰ إليه، إذ قال رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم يقول: «اجْعَلُوا بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الْحَرَامِ سُتْرَةً مِنَ الْحَلَالِ، مَنْ فَعَلَ ذٰلِكَ؛ اسْتَبْرَأَ لِعِرْضِهِ وَدِينِهِ، وَمَنْ أَرْتَعَ فِيهِ؛ كَانَ كَالْمُرْتِعِ إِلَىٰ جَنْبِ الْحِمَىٰ، يُوشِكُ أَنْ يَقَعَ فِيهِ، وَإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى، وَإِنَّ حِمَى اللّٰهِ فِي الْأَرْضِ مَحَارِمُهُ»(3).

فيا أخية!

اجعلي بينكِ وبين الحرامِ (سُترةً) مِن الحلال!

ووصيَّةُ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَىٰ آلِهِ وَسَلَّمَ هٰذه مُغْنِيةٌ عن أيِّ تعقيبٍ وتصنيفٍ، ولٰكنْ كان لا بد مِن توطئةٍ للمُراد.


كتبته
سكينة بنت الشيخ محمد ناصر الدين الألباني
الثلاثاء 13 شوال 1434ﻫـ الموافق لـ20/أغسطس/2013
مدونة تمام المنة.
 
 
 
 

الأربعاء، 18 سبتمبر 2013




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



اما قوله صلى الله عليه وسلم ذات جمال" فالدليل فبه حديث الرسول صلى الله عليه وسلم :
" إذا نظر إليها سرته "
فان سرور الرجل بالنظر الى المرأة يكون اول مايكون بجمال وجهها وجمال هيئتها

فهذا دليل في عمومه على طلب ذات الجمال
ولان المقصود من النكاح اعفاف النفس
فاذا أخذ المرأة امراة ليست جميلة جدا قد يكون قد لا يكون فيها احصان لنفسه

والإمام أحمد ابن حنبل روي عنه انه قال :
" ينبغي للرجل اذا أراد أن يتزوج أن يسأل عن جمال المرأة
فإن أعجبه سأل عن دينها ، فإن أعجبه قبلها والا لم يعجبه ردها"
فيكون قبوله ورده لماذا ؟ للدين


والشباب اليوم يعكسها يسال اول شيء عن الدين
فغذا قالولو ذات دين تصلي وتصوم وكذا وكذا
سال عن جمالها قالولو والله نص نص تركها
فصار قبولو وردوا على ايش ؟ على الجمال
لا
الامام احمد كان يعلم الناس ان المسالة ليست هكذا
اسال عن الجمال فان الجمال مطلوب ، اسال عن الجمال
فان اعجبك جمالها اسال عن دينها

فان اعجبك دينها اخذتها وان لم يعجبك دينها ردتتها
فتكون قد قبلتها من اجل الدين ورددتها من اجل الدين


واضح
وهذا يدل من الامام احمد ان الجمال شيء مطلوب والفطرة تريده


لكن انبه هنا تنبيهات :

التنبيه الاول :


ان الجمال الزائد قد يكون معيقا للفتى عن عبادته وعن عمله وعن حياته

يشغله: وهذا هو محمل ماورد عن ابي بكر الصديق رضي الله عنه
أو عن عمر ابن الخطاب –رضي الله عنه – انه امر احد ولده ان يطلق زوجة
قالوا لانها اشغلته بجمالها
الولد ماكان يبغي يجلس جنبها بس ، مايبغي يروح لايمين ولا شمال يظل جالسا جنبها ( يضحك الشيخ )
ايش ابغا...

فلما راى الاب حال الولد امر بطلاقها ليش ؟
لأنه خشي على دين ولده منها لانها جميل جمال اشغلته

مما يفيد انه ليس المطلوب بالجمال انك يااخي تبالغ

خاصة احنا اليوم ياشباب في هذا العصر التي كثرت فيه القنوات التي تعرض الفتيات ذوات الصور المليحة
فان الشاب يضع في نفسه صورة من هذه الصور ويبحث عنها يريد امراة مثلها
هذا خطأ وهذا ما ينبغي
الذي ينبغي للشاب أن يطلب إمرأة مليحة جيدة يعني جميلة ليست ذميمة ولا قبيحة
لا عوراء ولا شوهاء وكذا ، إمرأة

وهذه نقطة لابد للإنسان أن ينتبه لها
فليس مقصود العلماء عندما يذكرون الجمال
أن يطلب المرء ذلك الجمال الذي يشغل
أو ذاك الجمال الذي يفتنن به الإنسان عن عبادته


النقطة الثانية التي انبه عليها في موضوع الجمال:

الذين جربوا وعرفوا حال النساء يقول :
والله بالعشرة وحسن المعاملة كل شيء يتغير
كيف ؟
يقول :أنا تزوجت إمرأة ذات جمال شديد لكن لما عاشرتها ورأيتها مغرورة ومتكبرة ولا تحسن عمل البيت
ولا تحسن التعامل معي ولا أسمع منها من الكلام ما يعجبني
صرت أكرها ، صرت لما أراها بجمالها أكرها
يقول : ما شعرت بلذة الزواج وبلذة السعادة الزوجية وبلذة أني زوج وهذه زوجة إلا لما طلقتها وتزوجت
إمرأة ثانية أقل جمال منها ، بل تكاد تكون في المستوى العادي
شعرت بالراحة والسكون الذي ذكره القرآن في العلاقة بين الرجل وزوجته


إذا النقطة الثالثة التي اريد أن انبه عليها :


أن الجمال الحقيقي هو جمال المعاملة
جمال الأخلاق
جما ل حسن التبعل بين المرأة وبين زوجها


والإنسان إذا أخذ إمرأة جمالها عادي
فان ذلك حري بإذن الله مع حسن خلقها وحسن تبعلها
أنه إذا نظر إليها سرته

هذا الرجل اذا كان عنده إمرأة جميلة
يقول بعد فترة صرت لما انظر إليها أشعر بقهر وبغيرو ، ماترحيني ماني مرتاح

فالجمال الحقيقي الذي ينبغي للا نسان أن يبحث عنه هو جمال الاخلاق والدين
مع يعني الامر العادي لا يبالغ ولا يغتر بالصور التي يراها
ويطلب من النساء على هذه الصورة فان هذا خلاف الشرع

بل كان بعض السلف يأمر من ولده أن يطلق المرأة من أجل أنه رأى الولد إنشغل بجمالها
إذا انشغل بجمالها خلاص ماعاد يبغي يروح يشتغل ، ماعاد يروح يجاهد وقت الجهاد
إيش إبغا الأب من هذه المرأة لولده
فيأمرها بطلاقها لأنها أشغلته ، لأنها أشغلته
واضح


فإذا نقول المقصود بالجمال :
الجمال العادي أي بمعنى أن المرأة لايكون فيها عيوب ، بمعنى أن المرأة لايكون فيها عيوب
وإذا كانت المرأة جميلة في جسدها أو في وجهها
فإنها بسوء معاملتها تنفر الرجل منها

ثم تنبهوا للنقطة الثالثة أن الجمال الباقي في الإنسان ماهو ؟
هل هو جمال التقاطيع وجمال الوجه
ولا جمال الأخلاق وحسن التعامل
هذا هو الباقي
جمال الأخلاق وحسن التعامل

فالمرأة ينبغي ان تكون منتبهة لهذه الأمور فيها
ان تنتبه لهذه الأمور فيها .


*********************************
حفظ الله الشيخ الفاضل محمد بازمول
وبارك الله في عمره وعلمه وعمله
*********************************

للمزيد
ولا يُفهم من ذلك عدم إباحة الزواج لأجل المال والجمال

قال الحافظ ابن حجر في الفتح: " ظَاهِره إِبَاحَة النِّكَاح لِقَصْدِ كُلّ مِنْ ذَلِكَ لَكِنَّ قَصْدَ الدِّين أَوْلَى.
. . . وَلَمْ يَنْحَصِر قَصْد نِكَاح الْمَرْأَة لِأَجْلِ مَالهَا فِي اِسْتِمْتَاع الزَّوْج، بَلْ قَدْ يَقْصِد تَزْوِيج ذَات الْغِنَى لِمَا عَسَاهُ يَحْصُل لَهُ مِنْهَا مِنْ وَلَد فَيَعُود إِلَيْهِ ذَلِكَ الْمَال عن ِطَرِيقِ الْإِرْث إِنْ وَقَعَ، أَوْ لِكَوْنِهَا تَسْتَغْنِي بِمَالِهَا عَنْ كَثْرَة مُطَالَبَته بِمَا يَحْتَاج إِلَيْهِ نِسَاء وَنَحْو ذَلِكَ " .

حتى ذهب جماعة من أهل العلم إلى أنَّه إذا هم خاطب بخطبة، فإنَّه –مثلاً- يبحث عن الجمال أولاً، حتى إذا وجد عيبًا في دينها، فإنَّه يعرض عنها، فيكون قد أعرض بذلك عن الدنيا لأجل الدين، أمَّا لو كان شرطه الوحيد في البحث الدين ثم إذا وجدها قبيحة أعرض عنها، فإنَّه يكون قد أعرض عن الدين لأجل الدنيا، وهو في غنى عن ذلك باتباعه الطريقة الأولى.



الاجري


الثلاثاء، 17 سبتمبر 2013

أحوال العدة عند النساء
قال ابن بطة رحمه الله "وَالْعِدَّةُ فَرْضٌ مِنْ اَللَّه لَازِمَةٌ لِكُلِّ مُطَلَّقَةٍ أَوْ مُخْتَلِعَةٍ مَدْخُولٍ بِهَا".
المطلقة عليها أن تعتد ثلاثة قروء (ثلاث حيض).
·       فإذا طُلقت المرأة المدخول بها التي دخل بها زوجها أو خلا بها خلوة يتصور فيها الدخول؛ فإنها تعتد ثلاث حيض.
·       والمختلعة التي دخل بها زوجها تعتد حيضة واحدة، والخُلع فسخ في أصح قول العلماء لا طلاق؛ قال في النظم:
والخلع فسخ لا طلاق في الأصح*** تعتد حيضة كما الحديث صح
 فتعتد المختلعة بحيضة واحدة فإذا طهرت خرجت من عدتها هذه المدخول بها أما المطلقة غير المدخول بها فهذه ليس عليها عدة ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ فَمَالَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا[الأحزاب: 49] هذه المطلقة التي لم يدخل بها.
فمثلًا زيد من الناس زوج أخته عمرو من الناس فطلقها عمرو قبل أن يدخل بها فليس له عليها عدة؛ ويمتعها يعطيها شيء من المهر وترد له الباقي وما له عليها من عدة تعتدها؛ بل لو طلقها اليوم جاز لها أن تتزوج غدًا هذا ما يتعلق بالمطلقات والمختلعات.
·       وأما المتوفى عنها زوجها فالعدة لازمة لها دخل بها أو لم يدخل؛ ولذلك قال المصنف رحمه الله "وَكُلِّ مُتَوَفَّى عَنْهَا زَوْجُهَا مَدْخُولٍ بِهَا أَوْ غَيْرَ مَدْخُولٍ بِهَا"
يعنى: عليها أن تعتد؛ وعدة الوفاة أربعة أشهر وعشرًا كما قال الله جل وعلا ﴿وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا[البقرة: 234]
فالمدخول بها وغير المدخول بها في عدة الوفاة سواء؛ لا فرق بينهما كل واحدة تعتد أربعة أشهر وعشرًا؛ فإذا انتهت الأربعة أشهر وعشرا جاز لها أن تتزوج.
http://ar.miraath.net/fawaid/5133
حكم منع المرأة زوجها الفراش وفيه فائدة

لا يجوز للمرأة إذا دعاها زوجها إلى فراشه أنْ تمتنع، إلاَّ إذا كان ثَمَّ عذرٌ شرعيٌّ هذا مستثنى، أما إذا لم يكن هناك إذنٌ شرعيٌّ بسبب عذرها كمرضٍ، ونحوه، فلا يجوز لها، إذا لم يكن هُناك العذر لا يجوز لها أنْ تمتنع من فراش زوجها إذا دعاها إليه، فقد جاء في حديث أبي هريرة المتَّفق عليه، أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال ((إِذَا دَعَا الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ إِلَى فِرَاشِهِ فَلَمْ تَأْتِهِ فَبَاتَ غَضْبَانَ عَلَيْهَا لَعَنَتْهَا الْمَلَائِكَةُ حَتَّى تُصْبِحَ)) فهذا يدلُّ على: أنَّ امتناع المرأة من إتيان زوجها في فراشه أمره عظيم وكبير.
 وفي هذا الحديث أيضًا: دلالة على أنَّ الرَّجل والمرأة كانا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وإلى عهدٍ قريبٍ عندنا، كلُّ واحدٍ لهُ فراشٌ، ما فيه سرير نوم يجمعهم جميع، كلُّ واحدٍ لهُ فراشٌ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ((فراشٌ، لك وفراش لأهلك وثالثٌ للشَّيطان)) فدلّ ذلك: على أنَّ حياتهم هذا منفصلٌ عن هذا، وهذا اليوم النَّاس يرونهُ من الجفا، وأنا أقول: في الحقيقة هو بالعكس جالبٌ للمودَّة، فإنَّ إكثار الملاصقة ربما ملَّ الإنسان من الَّذي بجواره، فإذا ابتعد عنهُ قليلًا كان لهُ قيمةٌ ولهُ قدرٌ، وهذا إنما جاءنا من الغرب؛ من الإفرنج، فلذلك - يعني - ينبغي أنْ يُعلم أنَّ اشتراك غرفة النَّوم سرير النَّوم فيه ما فيه
 http://ar.miraath.net/fawaid/5306

السبت، 14 سبتمبر 2013

السلام عليكم ورحمة الله.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومَن والاه... وبعدُ:

[الردود المُفْحِمَات على مَن أجاز للنساء الخروج في المظاهرات]

في خطبة الجمعة الماضية [متظاهرون ومتظاهرات!!] ردّ الشيخ فيها على بعض شيوخ الضلالة أمثال: (عائض القرني، وسلمان العودة، وسفر الحوالي، ومحمد عبد المقصود) الذين أجازوا للنساء الخروج في المظاهرات!!

فارتأيتُ قص ذلك المقطع لأهميته وتفريغه وإفراده بموضوعٍ مستقل ليكون مرجعًا وعونًا لنا للرد على مَن يثيرون الغبار مرةً بعد مرةً حول خروج المرأة في المظاهرات.

وأسميته: [الردود المُفْحِمَات على مَن أجاز للنساء الخروج في المظاهرات]
والله أسأل الإخلاص والقبول، وهو حسبنا ونعم الوكيل.

لتحميل المقطع الصوتي بصيغة MP3:
اضغط هنا للتحميل من المرفقات.

لتحميل الرد بصيغة PDF - جاهز للطباعة والنشر [6 ورقات]:
اضغط هنا للتحميل من المرفقات.

صورة الواجهة:


للقراءة المباشرة [التفريغ]:
(الردود المُفْحِمَات على مَن أجاز للنساء الخروج في المظاهرات) ([1])
أمّا بعدُ:
فما أشبهَ الليلةَ بالبارحة، فهذه صفحةٌ من ملف الجزائر، نتأمل أحداثها وننظر أثناءها ونتلفت حولنا فنرى تطابق الأحداث وتشاكل الوقائع؛ فلنستلهم العِبرة قبل ألا تنقطع العَبرة.
قال (عائضٌ القرني) -في خطبة جمعة في إبّان ما وقع في الجزائر وما مُهد لوقوعه- : (والذي نفسي بيده لقد خرج في الجزائر في يومٍ واحد سبعمائة ألف امرأة مسلّمة متحجبة يطالبن بتحكيم شرع الله).
ويا لها من مصيبةٍ حين يهون عليه اسم الله! فيقسم به على عدد وهمي خيالي، ويقسم على قضية خاسرة دنيا وأخرى.
ففي المظاهرة الموروثة من الكفار والشيوعيين يُبذل اسم الله الأعظم!
ألم يقل الله -جلّ وعلا- : ﴿وَلَا تَتَّخِذُوا أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِهَا وَتَذُوقُوا السُّوءَ بِمَا صَدَدْتُمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَلَكُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾ [النحل:94].
أبأمّةٍ انقرض ذكورها حتى خرج إناثها تفتخر أيها الخطيب؟!
أبالخروج من البيت تحكم المرأة بشرع الله؟! أليس في شرع الله قول الله -جلّ وعلا- : ﴿وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى﴾ [الأحزاب:33].
كان عليه أن يقول لهنَّ: ابدأنّ بأنفسكنّ وحكمنّ الشرع ثم طالبنّ غيركنّ بذلك الطريق المشروع أم أنّ السياسية الوضعية لم تترك له مجالاً ولا لمَن افتخر به ليفكروا في حدود الشرع.
لقد خرجت عائشة -رضي الله تبارك وتعالى عنها- يوم الجمل فلم يحمدها عليه الصحابة ولا هي حمدت فعلها؛ فقد قال ابن حجر -رحمه الله- : وقد أخرج الطبري بسندٍ صحيحٍ عن أبي يزيد المديني قال: قال عمار بن ياسر -رضي الله عنه وعن أبيه وعن أمّه وعن الصحابة أجمعين- قال عمار لعائشة -رضي الله عنهما- لمّا فرغوا من الجمل: ما أبعد هذا المسيرَ عن العهد الذي عُهد إليكنّ!
يشير إلى قوله تعالى: (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ)، فقالت: أبو اليقظان؟ قال: نعم. قالت: والله إنكَ -ما علمتُ- لقوالٌ بالحق. قال: الحمد لله الذي قضى لي على لسانكِ -رضي الله تبارك وتعالى عنه وعنها وعن الصحابة أجمعين-.
أما بلغ القومَ أنَّ عائشة -رضي الله تبارك وتعالى عنها- كانت تبكي على خروجها هذا بكاءً شديداً؛ فعن قيس بن حازم قال: لما أقبلتُ عائشة بلغت مياه بني عامر ليلاً، فنبحت الكلابُ، فقالت: أي ماءٍ هذا؟ قالوا: ماء الحَوْءَبِ. قالت: ما أظنني إلا راجعة، فقال بعضُ مَن كان معها: بل تقدمين فيراكِ المسلّمون فيصلح الله ذات بينِهم.
قالت: إن رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- قال لها ذات يوم: (كيف بإحداكنّ تنبح عليها كلاب الحَوْءَبِ). رواه أحمد وابن حبان وصححه هو والحاكم والذهبي وابن كثير وقال ابن حجر: وسنده على شرط الصحيح. وقال الألباني: إسناده صحيحٌ جداً.
فتأمل قوله: فيراكِ المسلّمون فيصلح اللهُ ذات بينِهم، وما بين هذه النية ونية المتظاهرات في أن يراهنّ الناسُ فيتشجع بهنّ المؤمنون ويتصاغر المجرمون -في زعمهنّ-!!
تأمل في الفرق بين هذا وهذا، بين هذه النية وتلكَ مع الفرق الواضح بين فعل عائشة هذا الذي لم تبتغِ به سوى الإصلاح بين أبنائها المؤمنين وحقن دمائهم وبين فعل المتظاهرات الداخلات في السياسة.
قال الزيلعي -في (نصب الراية)- : وقد أظهرت عائشة الندم.
كما أخرجه ابن عبد البر في كتاب (الاستيعاب) عن ابن أبي عتيق -وهو عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق- قال: قالت عائشة لابن عمر: يا أبا عبد الرحمن ما منعك أن تنهاني عن مسيري؟ قال: رأيتُ رجلاًَ غلب عليكِ -يعني ابن الزبير وهو ابن أختها أسماء رضي الله عنهم أجمعين- فقالت: أما والله لو نهيتني ما خرجتُ.
فكانت عائشة -رضي الله تبارك وتعالى عنها- تقرُّ بخطئها في الخروج مع أنها ما كانت إلا متأولةً قاصدةً للخير مريدةً للصلح بين أبنائها المؤمنين تسعى لحقن الدماء ودرء القتال.
وعائشة هي عائشة! هي أم المؤمنين -رضي الله تبارك وتعالى عنها- وهي زوج نبينا الكريم -صلّى الله عليه وآله وسلّم- دنيا وآخرة.
قال الذهبي -رحمه الله- وذكره ثم ذكر روايةً أخرى منه فيها: أن خروجها هذا جعلها تعدل عن تحديث نفسها في الدفن في حجرتها كما كانت ترغب.
وعن إسماعيل بن أبي خالدٍ عن قيسٍ قال: قالت عائشة: وكانت تُحدّث نفسها أن تُدفن في بيتها؛ فقالت: إني أحدثتُ بعد رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- حدثاً، ادفنوني مع أزواجه فدُفنت بالبقيع -رضي الله تبارك وتعالى عنها-.
قال الذهبي -في (السير)- :قلتُ: تعني بالحدث مسيرها يوم الجمل؛ فإنها ندمت ندامةً كليةً وتابت من ذلك، على أنها ما فعلت ذلك إلا متأولةً قاصدةً للخير، كما اجتهد طلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام وجماعة من الكبار -رضي الله عن الجميع- وروى هذا الأثر ابن سعدٍ في الطبقات والحاكم في المستدرك.
ولا تنسَ أن عائشة -رضي الله تبارك وتعالى- عنها أم المؤمنين جميعاً، فأين هؤلاء منها؟!
ولذلك روى البخاري عن أبي مريمَ -عبد الله بن زياد الأسدي- قال: لما سار طلحة والزبير وعائشة إلى البصرة بعث علي عمار بن ياسر وحسن بن علي فقدما علينا الكوفة فصعدا المنبر فكان الحسن بن علي فوق المنبر في أعلاه وقام عمار أسفل من الحسن فاجتمعنا إليه فسمعتُ عماراً يقول: إنَّ عائشة قد صارت إلى البصرة، والله إنها لزوجة نبيكم -صلّى الله عليه وسلّم- في الدنيا والآخرة ولكنّ الله -تبارك وتعالى- ابتلاكم ليعلمَ إياه تطيعون أم هي؟! وإنها لزوج نبيكم -صلّى الله عليه وسلّم- في الدنيا والآخرة ولكنّ الله -تبارك وتعالى- ابتلاكم ليعلمَ إياه تطيعون -صلّى الله وسلّم وبارك عليه- أم هي؟!
رحم الله -تبارك وتعالى- زماناً كان أهله يستنبطون حكم الله في المسائل السياسية بمجرد دخول النساء فيها ويجزمون بفسادها ولو كان فيها أم المؤمنين -رضي الله تبارك وتعالى عنها-.
فقد روى البخاري -رحمه الله- في صحيحه عن أبي بكرة -رضي الله عنه- قال: لقد نفعني الله بكلمةٍ سمعتها من رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أيام الجمل بعدما كدتُ أن ألحق بأصحاب الجمل فأقاتل معهم، قال: لما بلغ رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- أنّ أهل فارس قد ملّكوا عليهم بنت كسرى قال: (لن يُفلح قومٌ ولَّوا أمرهم امرأة).
قال: فنفعني الله -تبارك وتعالى- بهذا القول من رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- فلم ألحق بهم ولم أشهدها لا مقاتلاً ولا ناظراً -رضي الله تبارك وتعالى عنه-.
لن يُفلح قومٌ ولَّوا أمرهم امرأة، فكيف يزعم (الحوالي) عندما كان يعاني شرح العقيدة الطحاوية: (أن المظاهرة النسوية أسلوبٌ من أسلوب الدعوة والتأثير!) هذه والله داهيةُ الدواهي!
وهذا (سلمان) يُسَرُّ بخروج النساء للمظاهرة؛ فيقول في شريط سماه (للنساء فقط): (إننا سمعنا في البلاد الأخرى أخباراً سارة عن العودة الصادقة -خاصةً في أوساط الفتيات- إلى الله -عزّ وجلّ- كل الناس سمعوا بالمظاهرة الصاخبة في الجزائر وقادتها مجموعة من النساء وبلغ العدد فيها ما يزيد على مئات الألوف).
تالله إنَّ أمر هؤلاء لعجيب! مَن كان يتصور أن جزيرة العرب بعد دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله تعالى- سوف تلد أمثال هؤلاء!
أبعد حياة العفة التي حافظ عليها مسلموها يجيء (سفر وسلمان والقرنيّ) إلى النساء ليخرجوهنّ من بيت عِزهنّ تكثرًا بهن وتقويًا بالقوارير؟!
و(القرني) يؤكده بالقسم و(سلمان) يهيجها لتصبر على الدبابة و(سفر) يبين الأثر العميق في خروج المرأة للمظاهرة!
انتهت هذه الصفحة من ملف الجزائر المصبوغ بالدماء ومتناثر الأشلاء وانتهت أقوال شيوخ الفتنة والضلال، وهذه صفحةٌ تُنشر من ملف مصر سترى التطابق بينها وبين تلك حذو النّعل بالنّعل!
وقد تعجب لذلك ولكني لا أعجب له لأني أعلم أن هؤلاء وهؤلاء عن مورد واحد يصدرون.
استُضيف شيخٌ من شيوخ الضلالة ([2]) في برنامج في قناة من قنوات التضليل الفضائية ودار هذا الحوار:
قال مُقَدِّم البرنامج: الأخت بتسأل حضرتك عن دور المرأة يوم 29/7 ينزلوا الميدان ولاّ لأ؟
هكذا قال، وقد عافاني الله -تبارك وتعالى- مما ابتلى به غيري؛ فأنا لا أسمعهم، ولا أنظر إليهم، ولا أملك ما يُنظر به إليهم، ولا ما به يُسمعون والحمد لله وله المنة وحده ولكن هذا نقلٌ مُوَثَّقٌ.
يقول: ينزلوا الميدان ولاّ لأ؟
لا أدري -وهو في عُجْمَتِه الغالبة والتواء لسانه على العربية التي لا يستطيع أن يقيمها لسانه- هل أراد أن يأتي بالضمير هكذا للذكور في جماعتهم أم وقع منه ذلك لإغراقه في عاميته!
يتكلم عن النساء ويقول: ينزلوا الميدان! صرن ذكورًا! فهل أراد ذلك؟ وأنهن إذا خرجن فقد خرجن من حد الأنوثة إلى حد الذكورة أم أنه يجري على التعبير الدارج في مثل ذلك بلا مبالاة؟!
لا يعنينا هذا ما قاله.
فرد عليه شيخ الضلالة المستضاف واسمه فيه خطأ عقدي؛ لأن الاسم الذي عُبِّدَ له ليس من أسماء الله -تبارك وتعالى- الحسنى فحتى اسمه خطأ!
قال: والله تنزل! -مُقسماً كما فعل سابقه- والله تنزل! النساء شقائق الرجال، النساء شقائق الرجال، ما دامت الأمور آمنة ولا شيء يُخشى منه، خلاص تنزل المرأة ليه ما تنزلش؟!
إي والله ليه ما تنزلش؟! تنزل! تُكثِّر سواد أهل الحق، آه تُكثِّر سواد الشعب الموجود.
قال مُقَدِّم البرنامج -بسماجة معهودة!- مازحًا- : بس المهم إن هي لابسة السواد يعني؟
تُكثِّر سوادهم، فضحك.
فقال مقدِّم البرنامج: فيه اللي حضرتك..
فقاطعه؛ قال: انته عارف -انته هذه من ضمائر الخطاب، خطاب المفرد المذكر وهي من ضمائر الرفع البارزة المنفصلة، انته! في قاموس العامية الحديث المُلحق بذيل لسان العرب!!
انته عارف إن سيدنا عبد الرحمن بن عوف -رضي الله عنه- لمّا عمر عيّن ستة -رضي الله تعالى عنه- وآل الأمر إلى عبد الرحمن بن عوف جعل يسأل الناس حتى سأل النساء في خدورهنّ، حتى سأل النساء في الخدور، مَن يخترنّ؟
فيعني دي مسائل موجودة في التاريخ الإسلامي؛ فأنا بقول لحضرتِك: انزلي! انتهى كلامه.
ولا أدري -ولا الغُول والعَنْقَاء يدريان- موطنَ الاستدلال بهذه القصة التي ذُكر فيها عبد الرحمن بن عوف -رضي الله تبارك وتعالى عنه-.
ما هي علاقة الاعتصامات والمظاهرات بسؤال النساء في خدورهن؟!
النساء في خدورهن يعتصمن في الخدور! ضد الرجال في البيوت!
الستة الذين عيّنهم عمر -رضي الله عنه- هم: (عثمان وعلي والزبير وطلحة وسعد وعبد الرحمن بن عوف) -رضي الله عنهم- والروايات تذكر أنّ هؤلاء هم أهل الشورى دون غيرهم وهي ثابتة صحيحة.
إنهم أهل الشورى دون غيرهم، ذكر ذلك ابن جرير في (التاريخ) وابن الأثير في (تاريخه) والذهبي في (تاريخ الإسلام) والحافظ في (الفتح) وأجلّ مَن ذكر ذلك البخاري في (الصحيح) وليس عند هؤلاء جميعًا أن عبد الرحمن -رضي الله عنه- استشار النساء!
وإنما يذكرون أنه استشار الرجال كما قال الحافظ وأنه دار تلك الليلة على الصحابة وعلى مَن في المدينة من أشراف الناس؛ فهؤلاء هم أهل الحَل والعَقْد لا يخلو برجل منهم إلا أمره -أي أمره الرجل- بعثمان -رضي الله تبارك وتعالى عنه- وهكذا عند البقية المذكورين مع الحافظ، ما ذكر أحدٌ منهم قط استشارة النساء.
قصة استشارة عبد الرحمن النساء ليس لها سند! ذكرها ابن كثير في (البداية والنهاية) بدون سند، ومعنى ذلك أنها لا أصلَ لها! أي لا وجود لها بسندٍ يصح في كتب السنّة كما قاله أكثر من واحد من العلماء منهم شيخ الإسلام ابن تيميّة -رحمه الله تعالى-.
ومما يدل على أن ذكر استشارة النساء لا أصل لها أنّ أهل التاريخ كما مرّ لم يذكروها حتى بدون سند باستثناء ابن كثير.
أثر عبد الرحمن -رضي الله عنه- ذكره أبو نعيم في (الحِلية) من طريق إسحق بن عبد الله بن أبي فَرْوَة وهو -متروك- من طريق إسحق بن عبد الله بن أبي فَرْوَة وهو -متروك- فالأثر ضعيفٌ جدًا ولا يُستدل به ولا يُحتج به.
بل لا يجوز أن تُنسب هذه القصة إلى عبد الرحمن بن عوف -رضي الله عنه- لأنها مُنكرة وهي منطوية على نسبة المخالفة لعبد الرحمن بن عوف -رضي الله عنه- وما كان لعبد الرحمن أن يخالفَ -رضي الله عنه- فِعْل رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- وفِعْل الصحابة من قبله -رضي الله تبارك وتعالى عنهم أجمعين-.


وفرَّغه وعلَّق عليه/
أبو عبدالرحمن حمدي آل زيد المصريّ
27 مِن شعبان 1432 هـ، الموافق 28/7/2011 م.

ــــــــــــــــــــــــــ
[1] - تم تفريغ هذا الرد من خطبة الجمعة (متظاهرون ومتظاهرات!!) لفضيلة الشيخ محمد سعيد رسلان –حفظه الله وجعله شوكةً في حُلوق المبتدعة-. وفيه يردّ الشيخ –حفظه الله- على شيوخ الضلالة أمثال: (عائض القرني، وسلمان العودة، وسفر الحوالي، ومحمد عبد المقصود) الذين أفتوا بجواز مشاركة النساء في المظاهرات!!
ورَحِمَ اللهُ -تبارك وتعالى- زماناً كان أهله يستنبطون حُكم الله في المسائل السياسية بمجرد دخول النساء فيها ويجزمون بفسادها ولو كان فيها أم المؤمنين -رضي الله تبارك وتعالى عنها-.
[2] - هو (محمد عبد المقصود) الذي يُوصف عندنا في مصر مِن قبل (أدعياء السلفية) بأنه أفقه أهل مصر!! بل إنَّ منهم مَن قال: بأنه حُجة الله في أرضه -يعني على خلقه-. أجل هو حُجة الله لكن على كذبكَ وحماقتكَ!
http://www.ajurry.com/vb/showthread.php?t=20023


 
الملفات المرفقة الملفات المرفقة