قال الحسن البصري -رحمه الله- ( لا يغرنك قول " يحشر المرء مع من أحب" فان اليهود والنصارى يحبون أنبيائهم وليسوا معهم ، ولكن اعمل بعملهم تحشر معهم )

مواضيع المدونة

الأربعاء، 18 سبتمبر 2013




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



اما قوله صلى الله عليه وسلم ذات جمال" فالدليل فبه حديث الرسول صلى الله عليه وسلم :
" إذا نظر إليها سرته "
فان سرور الرجل بالنظر الى المرأة يكون اول مايكون بجمال وجهها وجمال هيئتها

فهذا دليل في عمومه على طلب ذات الجمال
ولان المقصود من النكاح اعفاف النفس
فاذا أخذ المرأة امراة ليست جميلة جدا قد يكون قد لا يكون فيها احصان لنفسه

والإمام أحمد ابن حنبل روي عنه انه قال :
" ينبغي للرجل اذا أراد أن يتزوج أن يسأل عن جمال المرأة
فإن أعجبه سأل عن دينها ، فإن أعجبه قبلها والا لم يعجبه ردها"
فيكون قبوله ورده لماذا ؟ للدين


والشباب اليوم يعكسها يسال اول شيء عن الدين
فغذا قالولو ذات دين تصلي وتصوم وكذا وكذا
سال عن جمالها قالولو والله نص نص تركها
فصار قبولو وردوا على ايش ؟ على الجمال
لا
الامام احمد كان يعلم الناس ان المسالة ليست هكذا
اسال عن الجمال فان الجمال مطلوب ، اسال عن الجمال
فان اعجبك جمالها اسال عن دينها

فان اعجبك دينها اخذتها وان لم يعجبك دينها ردتتها
فتكون قد قبلتها من اجل الدين ورددتها من اجل الدين


واضح
وهذا يدل من الامام احمد ان الجمال شيء مطلوب والفطرة تريده


لكن انبه هنا تنبيهات :

التنبيه الاول :


ان الجمال الزائد قد يكون معيقا للفتى عن عبادته وعن عمله وعن حياته

يشغله: وهذا هو محمل ماورد عن ابي بكر الصديق رضي الله عنه
أو عن عمر ابن الخطاب –رضي الله عنه – انه امر احد ولده ان يطلق زوجة
قالوا لانها اشغلته بجمالها
الولد ماكان يبغي يجلس جنبها بس ، مايبغي يروح لايمين ولا شمال يظل جالسا جنبها ( يضحك الشيخ )
ايش ابغا...

فلما راى الاب حال الولد امر بطلاقها ليش ؟
لأنه خشي على دين ولده منها لانها جميل جمال اشغلته

مما يفيد انه ليس المطلوب بالجمال انك يااخي تبالغ

خاصة احنا اليوم ياشباب في هذا العصر التي كثرت فيه القنوات التي تعرض الفتيات ذوات الصور المليحة
فان الشاب يضع في نفسه صورة من هذه الصور ويبحث عنها يريد امراة مثلها
هذا خطأ وهذا ما ينبغي
الذي ينبغي للشاب أن يطلب إمرأة مليحة جيدة يعني جميلة ليست ذميمة ولا قبيحة
لا عوراء ولا شوهاء وكذا ، إمرأة

وهذه نقطة لابد للإنسان أن ينتبه لها
فليس مقصود العلماء عندما يذكرون الجمال
أن يطلب المرء ذلك الجمال الذي يشغل
أو ذاك الجمال الذي يفتنن به الإنسان عن عبادته


النقطة الثانية التي انبه عليها في موضوع الجمال:

الذين جربوا وعرفوا حال النساء يقول :
والله بالعشرة وحسن المعاملة كل شيء يتغير
كيف ؟
يقول :أنا تزوجت إمرأة ذات جمال شديد لكن لما عاشرتها ورأيتها مغرورة ومتكبرة ولا تحسن عمل البيت
ولا تحسن التعامل معي ولا أسمع منها من الكلام ما يعجبني
صرت أكرها ، صرت لما أراها بجمالها أكرها
يقول : ما شعرت بلذة الزواج وبلذة السعادة الزوجية وبلذة أني زوج وهذه زوجة إلا لما طلقتها وتزوجت
إمرأة ثانية أقل جمال منها ، بل تكاد تكون في المستوى العادي
شعرت بالراحة والسكون الذي ذكره القرآن في العلاقة بين الرجل وزوجته


إذا النقطة الثالثة التي اريد أن انبه عليها :


أن الجمال الحقيقي هو جمال المعاملة
جمال الأخلاق
جما ل حسن التبعل بين المرأة وبين زوجها


والإنسان إذا أخذ إمرأة جمالها عادي
فان ذلك حري بإذن الله مع حسن خلقها وحسن تبعلها
أنه إذا نظر إليها سرته

هذا الرجل اذا كان عنده إمرأة جميلة
يقول بعد فترة صرت لما انظر إليها أشعر بقهر وبغيرو ، ماترحيني ماني مرتاح

فالجمال الحقيقي الذي ينبغي للا نسان أن يبحث عنه هو جمال الاخلاق والدين
مع يعني الامر العادي لا يبالغ ولا يغتر بالصور التي يراها
ويطلب من النساء على هذه الصورة فان هذا خلاف الشرع

بل كان بعض السلف يأمر من ولده أن يطلق المرأة من أجل أنه رأى الولد إنشغل بجمالها
إذا انشغل بجمالها خلاص ماعاد يبغي يروح يشتغل ، ماعاد يروح يجاهد وقت الجهاد
إيش إبغا الأب من هذه المرأة لولده
فيأمرها بطلاقها لأنها أشغلته ، لأنها أشغلته
واضح


فإذا نقول المقصود بالجمال :
الجمال العادي أي بمعنى أن المرأة لايكون فيها عيوب ، بمعنى أن المرأة لايكون فيها عيوب
وإذا كانت المرأة جميلة في جسدها أو في وجهها
فإنها بسوء معاملتها تنفر الرجل منها

ثم تنبهوا للنقطة الثالثة أن الجمال الباقي في الإنسان ماهو ؟
هل هو جمال التقاطيع وجمال الوجه
ولا جمال الأخلاق وحسن التعامل
هذا هو الباقي
جمال الأخلاق وحسن التعامل

فالمرأة ينبغي ان تكون منتبهة لهذه الأمور فيها
ان تنتبه لهذه الأمور فيها .


*********************************
حفظ الله الشيخ الفاضل محمد بازمول
وبارك الله في عمره وعلمه وعمله
*********************************

للمزيد
ولا يُفهم من ذلك عدم إباحة الزواج لأجل المال والجمال

قال الحافظ ابن حجر في الفتح: " ظَاهِره إِبَاحَة النِّكَاح لِقَصْدِ كُلّ مِنْ ذَلِكَ لَكِنَّ قَصْدَ الدِّين أَوْلَى.
. . . وَلَمْ يَنْحَصِر قَصْد نِكَاح الْمَرْأَة لِأَجْلِ مَالهَا فِي اِسْتِمْتَاع الزَّوْج، بَلْ قَدْ يَقْصِد تَزْوِيج ذَات الْغِنَى لِمَا عَسَاهُ يَحْصُل لَهُ مِنْهَا مِنْ وَلَد فَيَعُود إِلَيْهِ ذَلِكَ الْمَال عن ِطَرِيقِ الْإِرْث إِنْ وَقَعَ، أَوْ لِكَوْنِهَا تَسْتَغْنِي بِمَالِهَا عَنْ كَثْرَة مُطَالَبَته بِمَا يَحْتَاج إِلَيْهِ نِسَاء وَنَحْو ذَلِكَ " .

حتى ذهب جماعة من أهل العلم إلى أنَّه إذا هم خاطب بخطبة، فإنَّه –مثلاً- يبحث عن الجمال أولاً، حتى إذا وجد عيبًا في دينها، فإنَّه يعرض عنها، فيكون قد أعرض بذلك عن الدنيا لأجل الدين، أمَّا لو كان شرطه الوحيد في البحث الدين ثم إذا وجدها قبيحة أعرض عنها، فإنَّه يكون قد أعرض عن الدين لأجل الدنيا، وهو في غنى عن ذلك باتباعه الطريقة الأولى.



الاجري


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق