قال الحسن البصري -رحمه الله- ( لا يغرنك قول " يحشر المرء مع من أحب" فان اليهود والنصارى يحبون أنبيائهم وليسوا معهم ، ولكن اعمل بعملهم تحشر معهم )

مواضيع المدونة

الاثنين، 15 أبريل 2013

[تنبيه مهم] عادة سيِّئة تفعلها النِساء عند الزيارات

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أثناء قراءتي لكِتاب: نصيحتي للنِسـاء للأخت: أم عبد الله بنت الشيخ مقبل بن هادي الوادعي -رحمه الله- وجدتُ تنبيهًا مهمًا منها -حفظها الله- على عادة مُنتشرة عندنا بكثرة على غرار باقي الدُول، وقد أصبحت هذه العادة بمثابة أمر واجب لا بد منه في الزيارات؛ ألا وهي تعطير النساء الزائرات قبل خُروجهن.
فأردتُ نقلها لتعم الفائدة وأسأل الله أن ينفع بها وأن تنتبه أخواتنا لخطورة هذا الأمر والله من وراء هذا القصد.

تقول أم عبد الله الوادعية -وفقها الله-:
(وإن من الجدير ذكره أن أُنبِّه على عـادة سيِّئة ابتُلِيَت بها بعض البُلدان وهي: أن المُتزاورات إذا تزاورن تقوم ربَّة البيْت بتعطير الزائِرات وتبخيرهن، تتقدّم بذلك إكرامًـا لهن.
وهذا لا يجوز كما عرفنا من الأدلّة أنه يحرم على المرأة الخُروج إذا تعطّرت أو تبخّرت (*).
ثم الإكرام للزائِرين مشروع كما قال النبِّي -صلى الله عليه وسلم-: «وإن لزورك عليك حقاً»، متفق عليه عن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنه-.
ولكنّه يكون بمُباح، وإذا لم تفعلي ذلك ربما يتكلّم فيكِ الزائِرات، ولكن لا تعبأي بكلامهن بل اِرمي به عرض الحائِط. وأخبريهن لماذا لم تفعلي ذلك، فهو يُعدّ دعوة إلى الله.
ومن العُطورات ما يكون فيها كحُول كالتي تُسمّى بـ(كالونيا) فهذه يجب اِجتنابها حتى داخل البيُوت فقد لعن النبِّي -صلى الله عليه وسلم- في الخمر عشرة منهم:
«حاملها» والذي يتعطّر بها يكون حاملاً لها.
والتي تُعَطِّر الزائِرات بهذا النوع تكون آثِمة أشد من إثم الأولى؛ لأنها تكون قد اِرتكبت محظورين:
الأول: التعطر.
والثاني: الكحُول المتضمن للعطر. الكحول نوع من الخمر.
فأنتِ لا تفعلي ذلك، ورُبما إذا أعلمتيهن بسبب عدم فِعلكِ له يمتثلن ذلك، وبهذا تنالين الأجر والمثوبة. كما قال النبِّي -صلى الله عليه وسلم-:
«منْ سنّ في الإسلام سُنّة حشنة؛ كان له أجرها وأجرُ من عمِل بها إلى يوم القيامة لا ينقص من أجورهم شيْئًا، ومن سنّ في الإسلام سُنّة سيِّئة، كان له وِزرها ووِزر من عمِل بها لا ينقُص من أوزارهم شيْئًا». رواه مسلم من حديث جرير بن عبد الله البجلي.
وفي "الصحيحين" من حديث سهل بن سعد الساعدي: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:
«فَوَالله لأَن يهدِيَنّ الله على يَدَيْكَ رجلاً واحِدًا خيْر لكَ من حُمْر النّعم»).
أهـ كلامها حفظها الله من كتاب: نصيحتي للنساء، فصل: اِتقوا النِساء، ص: 131-133.
____________________________
(*) الأحاديث الواردة في حُرمة تعطّر المرأة:
- عن أبي موسى عن النبِّي -صلى الله عليه وسلم- قال:
«إذا اِستعطرتِ المرأة فمرّت على القوم ليَجدُوا رِيحها؛ فهي كذا وكذا؛ وقال قولاً شديدًا» والحديث حسن كما في "الصحيح المُسند" (8/2).
- قال الإمام مسلم (328/1): حدّثنا هارون بن سعيد الأبليُّ، حدّثنا بن وهب، أخبرني مخرمة عن عن أبيه عن بِسر بن سعيد أن زيْنب الثقفيّة كانت تُحدِّث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال:
«إذا شهِدتْ إحداكنّ العِشاء فلا تطيّب تِلك الليلة».
- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
«أيُّما اِمرأة أصابت بَخُورًا فلا تشهد معنا العِشاء الآخرة».
- وعنه أيضًا أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:
«لا تُمْنعوا إمـاء الله مساجِد الله، ولكن ليَخرُجن وهُنّ تفِلات
» رواه أبوداود والحديث إسناده حسن.
ومعنى تفلات: أي غير مُتطيِّبات، ويُقال: اِمرأة تفِلة إذا كانت مُتغيِّرة الريح كما في "الفتح" (349/2).

والله الموفق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق